7 – 5 – 2016
التنظيف
واللوح
تمر
الأيام ويغلبني فهد الفانك، قلة الكتابة هي نتيجة الكسل وليس قلة الأحداث.
الغريب أننا أحيانا نسمع جملة ما وتظل عالقة في
ذهننا,, فلقد سمعت بالصدفة مقابلة مع مجموعة من الشباب الذين يعملون في مجال
السينما، وفي الحقيقة لم ألتقط أسماءهم ولكن الذي فهمته أن الفيلم الذي كانوا
يتحدثوا عنه كان حول الحرب في غزة.
يقول
الشاب -الذي كان يعيش خارج غزة- أنه أثناء
الحرب اتصل بوالدته عبر سكايب وقال له شقيقة: إنتظر قليلا حتى أخبرها بأنك تود
التحدث معها.
قال
الشاب: إنتظرت عدة دقائق وإذا بها قادمة تلهث مرحبة بي وتسأل عن صحتي..
يقول
سألتها: أين كنت يا أمي ولماذا تلهثين
وأنا أسمع أصوات المدافع والمتفجرات في أذني؟؟
وإذا
بها تقول له: كنت أنظف الدرج يا إبني..!!
صاح
الشاب: ماذا؟؟ تنظفين الدرج والقصف شغال يا أمي؟؟؟
نعم
أجابت الأم وهل تريد أن يبقى الدرج متسخا؟؟
ولكن يا
أمي لم تتعبي نفسك بهذه الأمور والدنيا – قايمة قاعدة؟؟؟
أجابت
الأم : والله يا إبني أن جاءتنا قذيفة وهدمت البيت يكون الدرج على الأقل نظيف. وإن
نجا البيت من القنابل والقذائف أكون مطمئنة بأن البيت والدرج على أحسن حال . أما إن
أصابني شيء وجاء الناس سيقولوا كان بيتها نظيفا...
يقول
الشاب استغربت جدا نفسية أمي ، فهي مع كل ما يجري حولها تفكر أولا في نظافة البيت
، وماذا سيقول عنها الناس حتى بعد إصابتها – لا قدر الله- ,,,,,,
وبعد
ظهر نفس اليوم زرت أحد أقربائي الذي جاوز الثمانين من عمره، والذي تعرف الى
التكنولوجيا وصار من متابعي وسائل التواصل الإجتماعي ويعلق يوميا على الزهرة التي
أضعها صباح كل يوم.
وسألته
كيف الأوضاع مع وسائل التواصل هذه الأيام ؟؟
فأجاب
ضاحكا بدأت حياتي باللوح وها أنا أنهيها باللوح!!
فقلت له
ماذا تقصد؟؟
قال
عندما التحقت بالمدرسة لم يكن هناك لا كتب
ولا دفاتر، بل لوح صغير وطباشير وساندوش
زعتر أحملهم يوميا معي الى المدرسة. والآن وبعد كل تلك السنين صرت أحمل
اللوح وأتصل بواسطته بالعالم كلة.
No comments:
Post a Comment