السيرة النبوية (25)
بدأ
المسلمون يتسائلون في الغنيمة لمن تكون، هل هي من حق من جمعها ؟؟ أو من طارد العدو
أو من كان يحرس النبي؟؟؟ فأمر الرسول الناس أن يردوا كل ما في أيديهم من الغنائم،
وأمر أن تحمل حتى يرى فيها رأيه أو يقضي الله بقضاءه.
واختلف
المؤرخون في قضية تقسيم الغنائم ، فقسم قال ان النبي قسمها بينهم وأخذ الخمس لقوله
تعالى: (1)
(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا
غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ
آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ
يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (
وقسم آخر قال ان هذه
السورة نزلت بعد بدر وبعد تقسيم الغنائم، وأن محمد قسم الغنائم بالتساوي بين
المسلمين.
الأسرى : لم يكن النبي ولا أصحابه قد وضعوا نظاما للأسرى. فلقد
تم قتل أثنين من الأسرى النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط وكانا من اشد الناس
قساوة على المسلمين أيام مقامهم في مكة.
وفرق
محمد الأسرى بين أصحابه وقال لهم:استوصوا بهم خيرا. وفكر محمد ماذا يفعل بالأسرى،
أفيقتلهم، أم يأخذ منهم الفداء. فمنهم الأشداء في القتال ومنهم من امتلأت نفوسهم
بالحقد والضغينة بعد هزيمتهم ببدر. فإن قبل بالفداء كانوا عليه حربا
وألبا... وإن قتلهم أثار في نفوس أهليهم من قريش ما ربما هدأ لو أنهم افتدوهم.
وعرض
الأمر على المسلمين فقال أبو بكر:يا رسول الله بأبي أنت وأمي قومك فيهم الآباء
والأبناء والعمومة وبنو العم والأخوان وأبعدهم منك قريب. فامنن عليهم من الله عليك
أو فادهم يستنقذهم الله بك من النار.
أما
عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله هم أعداء الله، فاضرب رقابهم، هم روؤس الكفر
وأئمة الضلالة يوطيء الله بهم الإسلام ويذل بهم أهل الشرك. ولم يجب محمد.
وعاد
أبو بكر يتلطف ويستعطف وعمر مثال العدل الصارم لا تأخذه فيه هوادة ولا رحمة.
فقام
محمد ودخل قبته وخرج بعد ساعة والمسلمون منقسمين ما بين عمر وأبو بكر. وظل
المسلمون في تشاورهم زمنا طويلا حتى انتهوا الى قبول الفداء.
ويقول
الكاتب ان عددا من المستشرقين اعتبروا مقتل النضر وعقبة يدل على ظمأ هذا الدين
الجديد الى الدم وأنه كان أكرم للمسلمين بعد أن كسبوا المعركة أخذ الغنائم
ورد الأسرى.
ويرد
الكاتب قائلا بأن تساؤل هؤلاء المستشرقين ينهار ويتداعى إذا ما وازنا بيت مقتل
النضر وعقبة وما يجري اليوم( الكتاب طبع عام 1956 ) أو مايجري الآن........2016
ويزيد
الكاتب قائلا إن ما صنع المسلمون بأسرى بدر آية في الرحمة والحسنى الى جانب ما يقع
في الثورات التي يتغنى أهلها بالعدل الرحمة.
أما
قريش فلقد ذهلت بخبر نصر محمد ومقتل سادة قريش وأشرافها حتى أن أبو لهب حم ومات
بعد سبعة ايام.
وقررت
قريش أن لا تنوح قتلاها مخافة ان يشمت بهم محمد وأصحابه وأن لا تبعث.. في أسراها
حتى لا يتشدد عليها محمد وأصحابه ويغلوا في الفداء.
وصبرت
قريش حتى سنحت فرصة افتداء أسراها فقدم مكرز بن حفص في فداء سهيل بن عمرو وبعثت
زينب إبنة النبي تفتدي زوجها أبا العاصي بقلادة لها. فاستشار النبي أصحابه واتفق
على أن يفارق العاصي زينب وقد فرق الإسلام بينه وبينها.
واستمرت
قريش تفتدي أسراها، وكان الفداء يومئذ من أربعة آلاف درهم للرجل إلى ألف،
إلا من لا شيء لديه فقد من عليه بحريته.
وناحت
نساء قريش على قتلاها شهرا كاملا الا هند بنت عتبة زوج أبي سفيان التي قتل والدها
وأخيها وعمها. وقالت أنا أبكيهم فيبلغ
محمد وأصحابه فيشمتوا بنا وتشمت بنا نساء الخزرج.. لا والله حتى أثأر من محد
وأصحابه والدهن على حرام حتى نغزو محمدا.
(1) سورة الأنفال آية 41
No comments:
Post a Comment