السيرة النبوية (30)
أولاده وأسباطه (1)
ولدت له خديجة: القاسم وبه كان يكنى ثم زينب ،
رقية، أم كلثوم وفاطمة. واختلفوا في عبدالله ، والطيب ، والطاهر، فعدهم البعض
ثلاثة أولاد ، والصحيح عند إبن قيم أن الطيب والطاهر لقبان لعبدالله، وهؤلاء كلهم
من خديجة رضي الله عنها.
ولدت له ماريا القبطية إبراهيم ، فتوفي
طفلا. وكسفت الشمس يوم موته، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فخطب رسول
الله، فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عزوجل لا ينكسفان لموت أحد ولا
لحياته.
أبناء خديجة:
زينب (2)
ولدت في سنة ثلاثين من مولد النبي، ولما بلغت سن
الزواج طلبتها هالة بنت خويلد من أختها خديجة بنت خويلد لإبنها أبي العاص بن
الربيع. وزوجها الرسول لأبي العاص قبل أن ينزل عليه الوحي. ولما أنزل الوحي أبى
الدخول في الإسلام (3) وفي الروض الأنف يقول "قالت قريش لأبي العاص : فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي
إمرأة من قريش شئت ، قال : لا والله،، إني لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي
أمرأة من قريش." دخلت زينب في دين
الله وظل على شركه حتى هاجر الرسول. وخرج مع قريش في بدر وتم أسره. ولما بعث أهل
مكة في فداء أسراهم. أرسلت زينب قلادة كانت قد خديجة قد أدخلتها بها على أبي العاص
. فلما رآها الرسول رق لها وسأل إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي
لها فافعلوا. فأطلقوه وردوا عليها الذي لها. وأخذ عليه رسول الله وعدا ان يخلي
سبيل زينب.
وعادت زينب
الى المدينة وأقام أبي العاص في المدينة. وذهب ابو العاص في تجارة إلى
الشام وكان رجلا مأمونا بمال له وأموال رجال من قريش، وفي طريق عودته لقيته سرية
رسول الله ، فأصابوا ما معه وهرب منهم وجاء في جنح الليل ودخل على زينب واستجار
بها.
وفي الصباح صاحت قائلة : "أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص"
فقال لها الرسول: أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلص إليك
فإنك لا تحلين له ما دام مشركا.
فرجع أبو العاص الى مكة وأدى الى كل ذي حقه ثم
أسلم ورجع الى النبي مسلما مهاجرا في المحرم سنة 7 هجرية، فرد النبي عليه زوجته.
رقية (4)
ولدت رقية حوالي
20 قبل الهجرة وهي أكبر بنات الرسول. تزوجها (5)عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب
قبل النبوة. فلما بعث رسول الله وأنزل الله عز وجل تبت يدا أبي لهب. أمر إبنه
بطلاق إبنة الرسول ففارقها ولم يكن قد دخل بها. وأسلمت رقية حين أسلمت والدتها
وتزوجت عثمان بن عفان بمكة. وهاجرت الى الحبشة الهجرتين ، ثم هاجرت مع زوجها الى
المدينة. ومرضت فأصابتها الحصبة حين كان الرسول يتجهز الى بدر. فبقى معها عثمان
يمرضها. وتوفيت والرسول في بدر في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرا من هجرة
الرسول.
ولدت له
إبنه عبدالله. ، وتزوج بعدها أختها أم كلثوم، ولهذا كان يقال له "ذو
النورين" وتوفيت عنده في حياة الرسول.
أم كلثوم(6)
تزوجها عتبة إبن أبي لهب قبل النبوة فلما بعث رسول
الله وأنزل عز وجل تبت يدا أبي لهب وتب، طلب أبي لهب من أبنه عتبة أن يطلقها
قائلا: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق إبنة محمد. وفي الروض الأنف أن قريش قالوا
لعتبة:" طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي إمرأة من قريش شئت، فقال: إن زوجتموني
بنت أبان بن سعيد بن العاص، أو بنت سعيد العاص فارقتها. فزوجوه بنت سعيد العاص وفارقها
ولم يكن دخل بها."أنظر (3)
وكان عتبة يريد الذهاب الى الشام مع أبيه فقال: (7) لآتين محمد وأؤذينه. فقال: يا
محمد، إني كافر بالنجم إذا هوى، وبالذي دنا فتدلى. ثم تفل أمام الرسول الكريم وطلق
إبنته أم كلثوم. فقال الرسول الكريم:" اللهم سلط عليه كلبا من كلابك"
فافترسه الأسد في الزرقاء بالأردن
فاطمة (8)
ولدت فاطمة الزهراء في مكة وقريش تبني الكعبة
والنبي إبن خمس وثلاثين سنة، أي قبل النبوة بخمس سنوات. وهي أصغر بناته. وخطب أبو
بكر الصديق فاطمة الى النبي ، فقال: يا أبا بمر إنتظر بها القضاء. فذكر ذلك أبو
بكر لعمر. فقال عمر: ردك يا أبا بكر. ثم إن أبا بكر رقال لعمر: أخطب فاطمة الى
النبي . فخطبها فقال له مثل ما قال لأبي بكر إنتظر بها القضاء. فجاء عمر الى أبي
بكر فأخبره فقال له ردك يا عمر.
تزوجها علي بن أبي طالب بن عبد المطلب إبن عم
الرسول، فولدت له حسنا وبه كان يكنى، وحسينا وفيهما قال رسول الله:"هما
ريحانتاي من الدنيا" وفيهما قال: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة".
وولدت فاطمة لعلي: زينب وأم كلثوم، وتزوج زينب إبن
عمها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وولدت له عليا وعونا. وتزوج أم كلثوم بنت علي
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فولدت له زيدا ومات عنهما
كانت فاطمة أحب بناته إليه، وأخبر بأنها سيدة النساء
لأهل الجنة،(9)وعندما خطب علي بن أبي طالب إبنة أبو جهل بن هشام وسمعت فاطمة بذلك قالت :
"يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح
بنت أبي جهل " فخرج رسول الله مغضبا حتى رقي المنبر واجتمع الناس إليه فحمد
الله وأثنى عليه ثم قال: "فإن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا
إبنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم إلا أن يريد إبن أبي طالب أن يطلق إبنتي وينكح
إبنتهم فإن إبنتي بضعة مني، يريبني ما
أرابها، ويؤذيني ماآذاها وأن تجتمع بنت نبي الله مع بنت عدو الله إني أخاف أن تفتن
فاطمة في دينها، وإني لا أحرم حلالا ولا أحل حراما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول
الله وإبنة عدو الله في مكان واحد." فترك علي الخطبة وظلت فاطمة الزهراء
الزوجة الوحيدة لعلي بن أبي طالب طيلة حياتها ولم يتخذ علي عليها زوجة أخرى حتى
توفيت.
ولما بويع أبو بكر الصديق بعد وفاة الرسول تفقد
قوما تخلفوا عن بيعته عند على إبن أبي طالب كالعباس والوبير وسعد بن عبادة فقعدوا
في بيت فاطمة.فارسل أبو بكر عمر بن الخطاب وناداهم ورفضوا الخروج. فقال والذي نفس
عمر بيده لتخرجن أو لأحرقتها على من فيها. قيل له : يا أبا حفص إن فيها فاطمة فقال
: وإن. فخرجوا وبايعوا إلا عليا الذي قال أنه حلف أن لا يخرج ولا يضع ثوبه على
عاتقة حتى يجمع القرآن.
ويقال أن عليا لم يبايع الا بعد وفاة فاطمة.
ميراث فاطمة:
وردت عدة قصص حول مطالبة فاطمة بميراثها من الرسول
الكريم. ففي أعلام النساء(10) يقول أنها أرسلت الى أبي بكر تسأله ميراثها من الرسول مما أفاء عليه
بالمدينة وفدك: (قرية ) كان للنبي نصفها ،
وما بقي من خمس خيبر.
فقال لها أبو بكر (11):" يا حبيبة رسول الله والله إن قرابة رسول الله أحب إالي من قرابتي، وإنك
لأحب إلي من عائشة إبنتي، ولوودت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده أفتراني
أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله من رسول الله إلا أني
سمعت أباك رسول الله يقول لا نورث ما
تركناه فهو صدقة".
ويقول عباس محمود العقاد في كتابه عبقرية الصديق (12) " ليس من العقل أن يقدح
قادح في ولاء الصديق للنبي بما حرم فاطمة رضي الله عنها من ميراث أبيها. فلئن
حرمها لقد حرم عائشة مثلها. لأن الأنبياء في شرعة محمد لا يورثون. وما أراد أبو
بكر أن يضن بميراث محمد على وارثيه ومنهم إبنته وأحب الناس إليه ، ولكنه أراد أن
يضن بدينه ويضن بوصاياه، وهي أولى أن تصان من المال ومن البنين"
(1) السيد أبو الحسن علي الحسني
الندوي،السيرة النبوية ص 480
(2)عمر رضا كحالة، أعلام النساء:
في عالمي العرب والإسلام (بيروت، دار الرسالة ، 1977 ) ص 107 – 110 الجزء الثاني
(3)عبدالرحمن السهيلي،
الروض الأنف : في شرح السيرة النبوية لإبن هشام (دار الكتب الحديثة) الجزء الخامس
ص 162
(4) عمر رضا كحالة، أعلام
النساء: في عالمي العرب والإسلام (بيروت، دار الرسالة ، 1977 ) ص 457 الجزء الأول
(5)"أ" ذكر كتاب أعلام
النساء أن رقية كانت زوجة عتبة إبن أبي جهل في الجزء الأول ص 457 وذكر أيضا أن أم
كلثوم كانت زوجة عتبة إبن أبي جهل في نفس الكتاب في الجزء الرابع ص 261 . وفي
تيسير التفسير أم كلثوم كانت زوجة عتبة، أما
رقية فلقد كانت زوجة عتيبة، الجزء الرابع ص 643
"ب"في
الروض الأنف ، الجزء الخامس ص 162 يقول: " وكان رسول الله قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية، أو أم
كلثوم
(6) عمر رضا كحالة،
أعلام النساء:في عالمي العرب والإسلام (بيروت، مؤسسة الرسالة،1977 ) الجزء الرابع ص 261
(7)إبراهيم القطان،
تيسير التفسير الجزء الرابع ص 643
(8) عمر رضا كحالة،
أعلام النساء:في عالمي العرب والإسلام (بيروت، مؤسسة الرسالة،1977 )
الجزء الرابع ص 108
(9)المصدر السابق ص
112
(10)المصدر السابق
ص 116
(11)== ص 123
(12)عباس محمود
العلقاد، عبقرية الصديق (القاهرة، دار المعارف بمصر، 1961) ص 176
No comments:
Post a Comment