يوم من الأيام ،،،،
جرت العادة أن تنام الوالدة بعد الحمام لمدة ساعة على الأقل ، لكنها بعد
أقل من نصف ساعة رفعت الغطاء وقالت خلاص خلاص ضاربة عرض الحائط بآمالي بالنوم لمدة
نصف ساعة على الأقل ، خرجت من الغرفة وفشلت كل محاولاتي بإقناعها بمحاسن النوم وفوائده.
نهضت معها وطلبت منها الإنتظار حتى أستعد وأرتدي ملابسي وأجهز لها الإفطار.
في التاسعة والنصف انتهت الوجبة
الأولى لهذا اليوم وجلست أحاول شرب قهوتي الصباحية التي أجلتها حتى أنهي كل
واجباتي تجاه الوالدة.
عند الرشفة الثانية سمعت جرس باب المطبخ وأنيسة تصيح : جاء أبو محمد
تبادلت وشقيقتي النظرات يا إلهي صاحت أختي لم نخبر سونا أنه عليها الذهاب
معه للفحص الطبي لتجديد إقامتها
تركت قهوتي وركضت أبحث عنها وقلت لها بسرعة بسرعة عليك الذهاب الآن مع أبو
محمد
نظرت بخوف وقالت إبرة مرة أخرى؟؟؟؟؟
هرعت أختي تقول هات جواز سفرها لأكتب اسمها بالكامل سيطلبوه في البنك الآن
والإسم الكامل لأبو محمد
وصلت في اللحظة التي كان أبو محمد قد بدأ بإخراج السيارة من الكراج وطلبت
منه أن يكتب أسمه الكامل وأخذت جواز السفر وكتبت اسم سونا الكامل واعطيته لشقيقتي
أخذته وقالت ماذا يكتبون في ورقة البنك .؟؟ ما رأيك أن تكتبي لي الطلب بخطك
الجميل؟؟
طبعا ليس من أجل خطي بل لأننها لا تعرف كيف تصيغ الرسالة تركت قهوتي وبدأت
أخط الرسالة.
أنهيت الرسالة بدقائق وعدت الى قهوتي وإذا بجرس المطبخ يرن مرة أخرى ، ركضت
لأجد أبو محمود قد أحضر الغاز الذي طلبته بالأمس، بحثت عن أنيسة وقلت لها جاء
الغاز وجهزت ثمن الغاز، تركت المطبخ وعدت الى القهوة وإذا بأنيسة تأتي فارعة دارعة
لقد ذهب أبومحمود ولم بعطني مفتاح باب خزانة الغاز!!!
هل من المعقول أن ياخذه معه ؟؟ ولم ؟؟ إننا نتعامل معه منذ أكثر من 10
سنوات وهو من أكثر الناس إخلاصا وأدبا
أصرت أنيسة أنه لم يعد المفتاح ، تركت القهوه واتصلت به قائلة متأسفة أزعجك
لكن يبدو أنك نسيت إعادة مفتاح خزانة الغاز،،
أجاب لا والله أنا وجدت الخزانة مفتوحة ولم آخذ مفتاح الخزانة أصلا
استشاظ غضبي من غبائي وسوء الظن به
ناديت على أنيسة وسألتها : هل أعطيتيه المفتاح عندما وصل؟؟
نظرت إلى وفنجرت عيونها وقالت : لا لا لم أعطه المفتاح
قلت لها هل بحثت عن المفتاح في المكان الخاص به
قالت : لا
قلت إذن إذهبي وستجديه هناك
عدت الى القهوة المثلجة رشفت رشفة واحدة وتركتها
توجهت الى المطبخ لإعداد طعام الغذاء ، حضرت البهارات للصيادية بينما غسلت
سونا السمك وأعددت اللوز والزبيب والبصل وبدأنا العمل وعندما انتهت سونا من قلي
البصل أخذت القيادة وبدأت بقلي السمك وإذا بالتلفون يرن ولم استطع الوصول إليه
وقلت سأعيد الإتصال حالما أنتهي
نظرت الى الرقم وعرفت المتصلة حيث دعتني في اليوم السابق لحضور حفل توقيع
كتايها
اتصلت ورأسا دون أن أترك لها المجال للتحدث و اعتذرت عن الحضور بسبب مرض
والدتي وأنني فعلا لم أخرج الى أي مكان منذ أكثر من شهرين
لكنها قالت : الحقيقة أنني أريد أن أقول لك إن حضورك ضروري لأنه بعد حفل
التوقيع هناك إحتفال وتوزيع جوائز للرواد ، وهناك جائزة لوالدك يجب أن تتسلميها
عنه!!!
بأقل من لحظة فكرت في منظري ورائحة
السمك تفوح مني ، وشعري مربوط للخلف ملفوف بمنديل سميك ومريول المطبخ ملطخ بطحين السمك وبقع الزبت
التى تطايرت من المقلاة أي جائزة واي مسرح سأتمايل عليه عندما أسمع اسم والدي وأتسلم
الهدية؟؟
ثم تابعت كلامي مع صديقتي الكاتبة ، لا والله لا أستطيع ترك الوالدة لأنك
على ما يبدو لم تسمعي أنها وقعت من شهرين وكسرت عظمة الفخد ولا تستطيع تدبير
أمورها اليومية دوني إطلاقا
قالت صديقتي أشعر معك شفاها الله والحقيقة كنا نتمنى حضورك حيث سيوزع مسؤو
ل رفيع الجوائز ولكن هل يمكنك تفويض أحد لإستلام جائزة الوالد
قلت لها الحقيقة أفوضك أنت ان تتسلميها شكرتني وقالت هذا شرف لي واتمنى أن
نلتقي قريبا .
خرجت الى الفرندة في انتظار أن يتم
سلق الأرز الذي يأخد من 8 – 10 دقائق - لأجد اشتالي ذابلة بحاجة ماسة الى الماء ،
طرت بأقصى سرعة لأحضر الماء لأروي عطش مزروعاتي واحدة تلو الأخرى وعقلي عند السمك
والأرز.
عدت الى المطبخ أكملت طبخ الصيادية وتناولنا الطعام وأنا أفكر بالمسرح
والجوائز والوزراء وأقول بقلبي حتى لو كانت كل الظروف مواتية فأنا في الحقيقة لا
يمكنني أن أتمايل على المسرح !!!!!