ما أسخف همومنا أمام مأساة اللاجئين
30 ، 31 -1- 2016
لم أتمكن من
الكتابة الأمس لأن جهاز الحاسوب جن جنونه، صار يتنفس بصورة مزعجة جدا وكأنه يكاد
يختنق وأنا أحاول أن *أدفعه الى اليمين تارة ثم إلى اليسار عله يتوقف عن إصدار تلك
الأصوات العنيفة ، لكنه لم يأبه لضرباتي.
أغلقته وقلت للغد إذ سأجرب مرة أخرى والحمد الله سكتت صرخاته اليوم وهاهو يعمل كالساعة.
الحمد لله وصلتني
رسالة من سونا أنها وصلت بالسلامة، وسألتها إن كانت بين عائلتها التي كانت تبكي
لرؤية أمها، فقالت لا أنا في مانيلا سأشتري تذكرة للذهاب الى بلدتي غدا.. يبدو أنها
تريد أن تتفسح مع ابنة عمها في مانيلا قبل الذهاب الى قريتها. المهم نبهتها أن لا
تصرف كل فلوسها في مانيلا وقالت "نعم مدام".
البرد ما زال شديد
لكن ما يعزينا هو الجلوس في الفرندة صباحا مع أشعة الشمس والأزهار، واسترجاع
ذكرياتنا مع الوالدة رحمها الله ، فلقد كانت تخاف من الجلوس في الفرندة لأنها كانت
تشعر أنها لا توافقها وتزيد من أوجاعها.
صباح الأمس كان
أول يوم لنا في المطبخ دون مساعدة ، قررت أن أتناول بيضة في الصباح، وفكرت ماهي
أسهل طريقة لا ينتج عنها رتل من الجلي، ورأيت ان البيض المسلوق هو الأسلم. سلقت
البيضة وحضرت القهوة والشاي والخبز وفكرت كيف أقلص الجلي أكثر؟؟
أحضرت ورقة زبدة
وطويتها ووضعتها فوق صحني ، ثم قشرت البيضة رأسا في سلة المهملات حتى لا احتاج الى
صحن خاص بالقشور ووضعت البيضة فوق ورق الزبدة ، ووضعت الملح والفلفل وسخنت الخبزة
وفتحتها ووضعت البيضة داخل الخبزة وتناولتها، وبقى الصحن نظيفا وغسلته بالماء
والصابون دون الحاجة الى غسله أكثر من مرة.
اليوم أصدرت
قرارات جديدة بسبب غياب سونا : أولا إلغاء وجبة الإفطار سوف نتناول التمر واللوز
ونشرب القهوة.
ثانيا: إلغاء ست
سلة مهملات في كل زاوية في البيت والإقتصار على السلة التي في الحمام، والسلتين في
المطبخ. وبذلك يكون تفريغ سلات المهملات أسرع وأسهل.
الغذاء اليوم كان
سفيحة من المجمد، وملنزانية باذنجان مع صلصة البندورة والريحان وجبنة المازوريلا
وكله جاهز ، الباذنجان مشوي قبل سفر سونا والصلصة جاهزة.
أخبار اللاجئين في
السويد أمس هو هجوم أكثر من 200 ملثم على محطة القطار حيث يتواجد أطفال اللاجئين
بالضرب وذلك لأن إحدى العاملات في أحد مراكز الأطفال طعنت من قبل لاجيء من الصومال
عمره 15 عاما. وتبين أن اللاجئين الذين شبه يحتلون محطة القطار هم أطفال قادمين
دون أهاليهم من المغرب منذ سنتين ويطالبون باللجوء الإنساني في السويد، ويقول كاتب
المقال أن أغلبهم من الأطفال الذين كانوا في ملاجيء الأيتام والذين كانوا يجوبون
شوارع الدارالبيضاء وطنجة وتمكنوا من الوصول الي السويد عن طريق إسبانيا. وتعتزم
السويد على إعادة أعداد كبيرة من طالبي اللجوء الى المغرب.
ومن المقالات التي
قرأتها وأعجبتني عن اللاجئين السوريين في لبنان هو **فكرة تصوير العائلات المهاجرة
صورا عائلية مع ترك مكان العضو غير الموجود مع الأسرة فارغا، ويقول المصور Dario Mitidieri. أنه لم
يكن من السهل إقناع العائلات بالجلوس لأخذ الصورة والأكثرية رفضوا ذكر اسماءهم
بالكامل. ويقول إنه جرت العادة أن تكون الصور العائلية مفرحة ، لكن هنا كانت حزينة
لأن أغلب العائلات كانت تفتقد أحد أفرادها. ويقول المصور أن الصور تلعب دورا مهما
في لفت نظر الناس الى الحروب والقصد منها سرد قصص الناس الذين يعانون من التهجير
ومن ويلات الحروب.
سأكتفي اليوم بهذا
القدر من الكلام والى الغد حيث سيبدأ شهر جديد وأرجو أن يسامحني المصور والجريدة
التي أخذت الصور منها ولقد ذكرت في الأسفل المصدر لمن يريد أن يطلع أكثر على
المزيد من الصور.
*بالأحرى أدفشه
**
http://www.theguardian.com/lifeandstyle/2016/jan/30/portraits-of-syrian-refugee-
families-and-an-empty-place-for-the-missing?CMP=share_btn_link
No comments:
Post a Comment