قوارب المهاجرين المقلوبة
23-1-2016 شوارد
الحمدلله تحسنت
وانتهى الزكام أخيرا، سبحان الله كم نحن ضعفاء، الزكام المفروض من أسهل الأمراض،
لكن عندما نصاب به نبدأ بالشكوى و التذمر ، وننسى الأيام الكثيرة التي قضيناها دون
أي ألم، ونظل نفكر من أين جاءنا هذا الزكام.
المتوقع قدوم
الثلوج غدا، الهجوم على المخابز أمر محتوم قبل كل إشاعة ثلج، الحقيقة أنا أيضا
ذهبت للمخبز واشتريت ربطة خبز واحدة لنا وإثنتين للجيران، لم أبالغ كبقية الناس
لاسيما وأن المجمد مليء بالخبز أيضا.
ولقد رأيت عربات
التسوق يوم أول أمس في أحد المتاجر الكبرى المليئة بكل أنواع التسالي والخضار والملفوف بالتحديد ، كل عرباية
بها ملفوفة أو إثنتين، أما الدجاج فحدث ولا حرج ، هرج ومرج أمام ثلاجة الدجاج ،
أنا أخذت أربع دجاحات بالنصف بيني وبين الجيران، يعني لا أعتبر من جامعي المواد
الغذائية كما أنني لم أشتر ملفوفة.
أكثر ما يحزنني هذه الأيام هو منظر قوارب المهاجرين المقلوبة في
عرض البحر والمحاولات البائسة في الوصول الى اليابسة، أمس غرق أكثر من 44 إمرأة
وطفل على الحدود اليونانية، أي خوف أكبر من الغرق في عرض البحر، الأكثرية يقولون
إنها حياة واحدة إما تحت القصف المدفعي أو بين أنياب الغزاة المتوحشة أو البحر ،
ويبدو أن الأغلبية تفضل الموت غرقا. هذا الى جانب الإساءات التي يتعرض لها الناجين
من الغرق على حدود الدول الأوربية. على سبيل المثال قررت الحكومة الدنمركية الصرف
على اللاجئين منهم أنفسهم بالإستيلاء على مدخراتهم وما يحملون من مجوهرات وترك
خاتم الزواج فقط لهم أو أي قطعة لها أهمية خاصة لهم.
أفكر أحيانا أنني
أريد أن أغمض عيني وأرجع خمس سنوات للخلف وأرى العالم العربي بلا حروب ومصائب، فقد
كانت هناك قضيتين ، قضية فلسطين والفوضى في العراق، أما الآن فحدث ولا حرج. حتى أن
المساعدة سونا قالت لي عندما جئت للأردن عام 2010 لم يكن هناك حروب كالآن.
No comments:
Post a Comment