السيرة النبوية - 5 -
خرجت السيدة خديجة
من بيتها لتخبر إبن عمها ورقة بن نوفل بما
رأى وسمع محمد، فقال لها:(1 )" قدوس قدوس, والذي نفس ورقة بيده يا خديجة، لقد
جاء الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له
ليثبت".
وعندما عادت خديجة
كان محمدا نائما فإذا به يهتز وثقل تنفسه وبلل العرق جبينه يقوم ليستمع الى الملك
يوحي إليه: " (2 )يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز
فاهجر، ولا تمنن نستكثر، ولربك فاصبر".
طلبت خديجة من
محمد ان يعود الى النوم ، فقال لها انقضى عهد النوم والراحة فقد أمرني جبريل أن
أنذر الناس وأدعوهم الى الله وعبادته.
وكانت أول من آمن به.
وخرج محمد يوما
للطواف بالكعبة ولقيه ورقة بن نوفل وقص عليه أمره. فقال له : "والذي نفسي
بيده أنك لنبي هذه الأمة"
كيف يدعو أهل مكة
لنبذ الحجارة التي اتخذوا منها أصناما يزعمون أنها تغفر لهم، كيف يتركون دين
آبائهم ما مصير مدينتهم إذا لم يبق على عبادة الأصنام أحد؟؟؟
انتظر محمد هداية
الوحي إلا أنه تأخر عليه هذه المرة ولا تذكر كتب السيرة المدة التي غاب عنه الوحي.
ويقول(3) فضيلة الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة: إختلفت الروايات في مدة
فترة إنقطاع الوحي، في رواية انها طويلة وأخرى تقول إنها قصيرة. وقيل إنها ثلاث
سنوات إلا أن فضيلة الشيخ أبو زهرة يستبعد أن تكون كذلك ، لأنه حسب قوله أن الله
تعالى أجل من أن يترك من اصطفاه يتعذب طوال تلك المدة.
حزن محمد وقد روي أن خديجة قالت له: (4)"
ما أرى ربك إلا قد قلاك" وتولاه الخوف واتجه الى حراء يتعبد ويرتفع بكل نفسه
ابتغاء وجه ربه يسأله: لم قلاه بعد أن اصطفاه؟؟؟ و قيل: أنه فكر في أن يلقي بنفسه
من أعلى حراء أة أبي قبيس"
إلى أن جاءه الوحي
بعد طول فتور " والضحى.والليل
إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى. وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى.
الم يجدك يتيما فآوى. ووجدك ضالا فهدى. ووجدك عائلا فأغنى. فأما اليتيم فلا تقهر.
وأما السائل فلا تنهر. وأما بنعمة ربك فحدث."
بعودة الوحي زالت
مخاوف محمد وتولاه الله برحمته.
نقف هنا الى
الأسبوع القادم للمزيد من البحث ,,,,,,
(1)حياة محمد، محمد حسين هيكل ص 135
(2)سورة المدثر
الآيات من 1-7
(3)خاتم
النبيين.الشيخ محمد ابو زهرة. الجزء الأول ص 373
(4)
حياة محمد، محمد حسين هيكل ص 138
No comments:
Post a Comment