أمي في قسم الأشعة
عندما رأيت
والدتي تجلس على طرف السرير متألمة وتتنفس بصعوبة ، كلمت الطبيب وشرحت له ان والدتي وقعت في الأمس ورفضت الذهاب
للمستشفى رأسا وهي اليوم تتألم كثيرا فقال
أنتظركم في المستشفى في الطواريء . تركت نصف شعري يقطر ماءا وارتدت شقيقتي (
المتأنقة دائما ) أقرب ما وجدته أمامها وأسرعنا الى المستشفى وأمي تسأل طوال
الطريق هل أحضرتم الكيس الكبير لوضع
ملابسي ؟؟ لا أريد أن أعلقها على علاقة المستشفى ؟؟ وأنا أوكد لها أن الكيس في
حقيبتي
وصلنا الى
المستشفى في سرعة قياسية وكان الطبيب
بانتظارنا مع الكرسي المتحرك.
وضعت الوالدة
على الكرسي ، وذهبت شقيقتى لتبحث عن مصف للسيارة ، أكملت الإجراءات التي تسبق
التصوير. ودخلت الوالدة مع الطبيب وأختي الى غرفة الأشعة وتم التصوير وكانت
النتيجة كسر في ضلعين في الجهة اليسرى . هز الطبيب رأسة وقال العلاج الوحيد المسكنات
والمشد الخاص للأضلاع والراحة التامة.
رضيت الوالدة
ورضينا بمشيئة الله وحمدنا الله لاسيما وأننا شهدنا دخول ثلاث سيدات مصابات بكسور
بالفخد والورك.
جلست ووالدتي
في القاعة الفسيحة في قسم الطواريء في انتظار إحضار السيارة من المصف وبينما نحن
نترقب مجيء السيارة ، أقبلت سيدة تبتسم بحرارة باتجاهنا وأنا أتسائل هل الحرارة
هذه لنا أم للذين يجلسون خلفنا ، لأجدها تهجم على أمي وتقبلها قائلة أنا عطاف إبنة
أم قدري جارتكم في الكرك ، انفرجت أسارير أمي وقالت (أهلين أهلين إم أدري غالية
كثير علينا كيفك كيف إخواتك ؟؟؟)
أمعنت النظر
وقلت في قلبي : ياإلهي لقد تغيرت كثيرا ، هي تصغرني بعدة سنوات ،أين العيون الخضراء وكيف تهدلت الجفون الى هذا الحد، اين القوام
الرشيق الذي كانت أمها تتغنى به أمام الجارات ، وزنها الآن لا يقل عن ثمانين
كيلوغراما .
نظرت الى
الباب لأجد أن أختي قد وصلت، ودعنا عطاف
واتجهنا للسيارة ، وصلنا البيت وأول شيء فعلته هو التوجه للمرآة نظرت فوجدت شعري
في حالة يرثى لها ، الجهة اليسرى لا بأس بها ، اما الجانب الأيمن - الذي كان يقطر
ماءا عندما تركت البيت- منكوشا بشكل يثير
الضحك ، أما عيوني فلقد كانت غائرة وجفوني ثقيلة
، ووجهي شاحب وملابسي بني وكحلى وأسود دون اي تناسق او انسجام. لن
أصف الوضع الذي كانت عليه أختي" المتأنقة دائما "، لا أريد المزيد من المشاكل بعد أن
تبرعت في حذائها سابقا
المهم حمدت
الله أن حادث أمي بسيط ، وانها استأنست بسماع أخبار إم أدري ......
No comments:
Post a Comment