Thursday, October 18, 2012

وتبدأ الشكوى ويبدأ بالشكوى




وتبدأ الشكوى  ويبدأ  بالشكوى

لم أعد أرى الناس هذه الأيام - ولست وحدي من يقول هذا – الا خلال تقديم واجب العزاء . ذهبت لأقدم العزاء لصديقة توفى الله والدها بعد شيخوخة صالحة ، وكان دار العزاء عامرا بالناس وكانت الأغلبية أصدقاء لنا لم نرهم منذ سنوات طويلة فكانت مناسبة لتبادل التحيات والسؤال عن بقية الأهل.

وكان السؤال من قبل الأكثرية  عن والدتي وفي كل مرة أحاول أن أقول أنها مريضة لقد وقعت يعلو صوت السائلة قائلة : أنا أيضا وقعت وكسرت يدي العام الماضي ، وبعد شهرين وقع إبن إبنتي ودخل المستشفى وأجروا له جراحة خطيرة الحمد لله أنه نجا منها، يا لطيف يا لطيف أقول سلامتك ، سلامته سلامة الجميع وتزيد قائلة :  سلمي عليها كثير قولي لها سلام خاص من أم عبد الله.

من بعيد أرى سيدة تشاور وتنادي إسمي ، أمعن النظر نعم أنها جارتنا من أيام جبل عمان أركض نحوها لتمد ذراعيها تستقبلني  بالأحضان : كيفكم ما هي أخباركم :؟؟ كيف الوالدة ؟؟ كيف أخواتك وقبل أن أفتح فمي للإجابة تقول لي : " لقد كنت مريضة طوال العام الماضي ،، دخلت المستشفى أكثر من مرة وأصر الطبيب أن أعيد الفحوصات التي أجريت لي بالمسشتفى السابق وأعدتها كلها وقال لا حل آخر غير عملية العمود الفقري لكنني رفضت وذهبت لطبيب آخر نصحني بالنوم لمدة ستة أشهر على ظهري والحمد لله أنا أحسن ، قلت إن والدتك كويسة ؟؟ يعني تخدم نفسها الحمد لله الحمد لله سلمي عليها ... أودعها وأنا أفكرلم تسألني عن والدتي  بل قامت بالإجابة الخطأ . أنظر الى يميني أرى والدة إحدى صديقاتي مشغولة بالحديث مع جارتها أغض النظر وأسير بالإتجاه المعاكس أسلم على أهل المتوفى وأخرج لئلا أسمع السؤال وأمنع من الإجابة ...

من دار العزاء توجهت الى  بائع الخضار الذي أتعامل معه من مدة طويلة، قلت له إني على عجلة من أمري أريد كمية قليلة من الخضار لأنني جئت ماشية فلقد بعت سيارتي وبسبب التحويلات المعقدة خشيت أن آتي بسيارتي الجديدة لأنني لم أتمرن على قيادتها بعد ، فبادر بالحديث عن تجربته بيع سيارته العام الماضي وكم تكبد من مشقة من أجل إتمام الصفقة ، حيث أن المشتري غير رأيه في آخر لحظة وهما في دائرة التسجيل والترخيص وطلب منه لإتمام الصفقة أن يخفض الثمن  وكيف أنه حاول أن يثنيه عن طلبه إلا أنه اضطر ليرضخ في النهاية من إجل إتمام الصفقة ووصف لي بالتفصيل الممل كامل الحوار الذي دار بينهما وأنا صامته أسمع وأسمع ثم أخذت مشترياتي واندفعت خارج المحل .. ربما وجدت يوما ما من يسألني السؤال وينتظر لسماع جوابي   

No comments:

Post a Comment