Sunday, January 31, 2016

30، 31 -1- 2016






ما أسخف همومنا أمام مأساة اللاجئين 

30 ، 31 -1- 2016 

لم أتمكن من الكتابة الأمس لأن جهاز الحاسوب جن جنونه، صار يتنفس بصورة مزعجة جدا وكأنه يكاد يختنق وأنا أحاول أن *أدفعه الى اليمين تارة ثم إلى اليسار عله يتوقف عن إصدار تلك الأصوات العنيفة ، لكنه  لم يأبه لضرباتي. أغلقته وقلت للغد إذ سأجرب مرة أخرى والحمد الله سكتت صرخاته اليوم وهاهو يعمل كالساعة.
الحمد لله وصلتني رسالة من سونا أنها وصلت بالسلامة، وسألتها إن كانت بين عائلتها التي كانت تبكي لرؤية أمها، فقالت لا أنا في مانيلا سأشتري تذكرة للذهاب الى بلدتي غدا.. يبدو أنها تريد أن تتفسح مع ابنة عمها في مانيلا قبل الذهاب الى قريتها. المهم نبهتها أن لا تصرف كل فلوسها في مانيلا وقالت "نعم مدام".
البرد ما زال شديد لكن ما يعزينا هو الجلوس في الفرندة صباحا مع أشعة الشمس والأزهار، واسترجاع ذكرياتنا مع الوالدة رحمها الله ، فلقد كانت تخاف من الجلوس في الفرندة لأنها كانت تشعر أنها لا توافقها وتزيد من أوجاعها.
صباح الأمس كان أول يوم لنا في المطبخ دون مساعدة ، قررت أن أتناول بيضة في الصباح، وفكرت ماهي أسهل طريقة لا ينتج عنها رتل من الجلي، ورأيت ان البيض المسلوق هو الأسلم. سلقت البيضة وحضرت القهوة والشاي والخبز وفكرت كيف أقلص الجلي أكثر؟؟
أحضرت ورقة زبدة وطويتها ووضعتها فوق صحني ، ثم قشرت البيضة رأسا في سلة المهملات حتى لا احتاج الى صحن خاص بالقشور ووضعت البيضة فوق ورق الزبدة ، ووضعت الملح والفلفل وسخنت الخبزة وفتحتها ووضعت البيضة داخل الخبزة وتناولتها، وبقى الصحن نظيفا وغسلته بالماء والصابون دون الحاجة الى غسله أكثر من مرة.
اليوم أصدرت قرارات جديدة بسبب غياب سونا : أولا إلغاء وجبة الإفطار سوف نتناول التمر واللوز ونشرب القهوة.
ثانيا: إلغاء ست سلة مهملات في كل زاوية في البيت والإقتصار على السلة التي في الحمام، والسلتين في المطبخ. وبذلك يكون تفريغ سلات المهملات أسرع وأسهل.
الغذاء اليوم كان سفيحة من المجمد، وملنزانية باذنجان مع صلصة البندورة والريحان وجبنة المازوريلا وكله جاهز ، الباذنجان مشوي قبل سفر سونا والصلصة جاهزة.
أخبار اللاجئين في السويد أمس هو هجوم أكثر من 200 ملثم على محطة القطار حيث يتواجد أطفال اللاجئين بالضرب وذلك لأن إحدى العاملات في أحد مراكز الأطفال طعنت من قبل لاجيء من الصومال عمره 15 عاما. وتبين أن اللاجئين الذين شبه يحتلون محطة القطار هم أطفال قادمين دون أهاليهم من المغرب منذ سنتين ويطالبون باللجوء الإنساني في السويد، ويقول كاتب المقال أن أغلبهم من الأطفال الذين كانوا في ملاجيء الأيتام والذين كانوا يجوبون شوارع الدارالبيضاء وطنجة وتمكنوا من الوصول الي السويد عن طريق إسبانيا. وتعتزم السويد على إعادة أعداد كبيرة من طالبي اللجوء الى المغرب.
ومن المقالات التي قرأتها وأعجبتني عن اللاجئين السوريين في لبنان هو **فكرة تصوير العائلات المهاجرة صورا عائلية مع ترك مكان العضو غير الموجود مع الأسرة فارغا، ويقول المصور Dario Mitidieri.   أنه لم يكن من السهل إقناع العائلات بالجلوس لأخذ الصورة والأكثرية رفضوا ذكر اسماءهم بالكامل. ويقول إنه جرت العادة أن تكون الصور العائلية مفرحة ، لكن هنا كانت حزينة لأن أغلب العائلات كانت تفتقد أحد أفرادها. ويقول المصور أن الصور تلعب دورا مهما في لفت نظر الناس الى الحروب والقصد منها سرد قصص الناس الذين يعانون من التهجير ومن ويلات الحروب.
سأكتفي اليوم بهذا القدر من الكلام والى الغد حيث سيبدأ شهر جديد وأرجو أن يسامحني المصور والجريدة التي أخذت الصور منها ولقد ذكرت في الأسفل المصدر لمن يريد أن يطلع أكثر على المزيد من الصور.
*بالأحرى أدفشه
**
http://www.theguardian.com/lifeandstyle/2016/jan/30/portraits-of-syrian-refugee-
families-and-an-empty-place-for-the-missing?CMP=share_btn_link


Friday, January 29, 2016

28 ،29 -1- 2016


رحم الله عزيز قوم ذل 


28 ، 29 - 1- 2016 


ما زال البرد غير مسبوق ، بصراحة مع التدفئة والصوبات ما زلنا نشعر بالبرد، أعان الله الذين لا سقف فوق رؤوسهم. لأول مرة نخرج صباح الأمس بعد موجة الثلوج االتي لم نرها ، كانت الى مكة مول لشراء بعض الأغراض  لنا وللجيران.
ثم الى محل الزهور حتى أتمكن من أخذ بعض الصور لأن الحديقة لا يوجد بها شيء، وحتى محلات الزهور شبه مقفرة. المهم أخذت بعض الصور واشترينا بعض النباتات لعلها تزهر فيما بعد.
يبدو أن الربيع سيكون رائع هذا العام كما في العام الماضي، ونتمنى أن نستطيع الخروج والإستمتاع بالمناظر الطبيعية.
ما يشغلنا الآن في الأخبار قضايا اللاجئين ، حيث قررت السويد إبعاد 80000 لاجيء الى بلادهم ، وأي بلاد لا أعرف ولا أحد يعلم. وقررت ألمانيا أن لا تقبل الا اللاجئين السوريين  القادمين من الأردن وتركيا ولبنان وأنه سيكون بمقدورهم إحضار عائلاتهم الى ألمانيا بسهولة، أما اللاجئين من شمال إفريقيا  (تونس ، الجزائر والمغرب)فسترسلهم الى بلادهم لأن بلادهم تعتبر آمنة.
والأدهى من ذلك أن ألمانيا تفكر بعمل دورات للاجئين تعلمهم كيف يتصرفون إذا رأوا إمراءة وكيف أنه لا يجب لمسها، وبهذا يحكمون على كل اللاجئين بالهمجية لأن بعضهم أساء التصرف واعتدى على بعض النساء.
قبل قليل سافرت سونا وستمكث شهر في بلادها والله يوصلها بالسلامة ويعيننا على تلبية إحتياجاتنا.
سأتوقف اليوم لأن الأيام القادمة ستكون إما مضحكة وإما مؤلمة بالنسبة للأعمال المنزلية.
كنت قد وعدت أن أتحدث عن صخب الأرصاد الجوية والتنبؤات التي لم تتحقق، بعد أن ملأ الشعب بيوتهم بالمواد الغذائية كالخبز والأطعمة وتعطلت المحال التجارية الأخرى بسبب خوف الناس من الخروج من منازلهم. هذا وقد تم تهديد من يقوم بنشر التنبؤات الجوية دون رخصة بالحبس اليوم  .
(اتصلت سونا من المطار الآن وقالت أنها أنهت إجراءات السفر ولم يحصل معها أي مشكلة الحمدلله)


Wednesday, January 27, 2016

26 ، 27-1-2016


يجب أن نخجل من الشكوى  مقارنة بقصص اللاجئين 


26 ، 27-1-2016 

لا يوجد ثلج حولنا، لكن الضباب شديد ولا سبيل ولا داعي للخروج من البيت، أنا أصلا في الأيام الصاحية نادرا ما أخرج من البيت. تم إطلاق زامور الخطر في السادسة مساء للتحذير من الإنجماد ولعدم خروج الناس بالمركبات.
قررنا اليوم عمل بيتزا لأنه عندنا كمية من الفطر الطازج والأفضل أن لا تبقى مدة أطول في الثلاجة. عملت العجين 3 كوب طحين، ثلت كوب زيت نباتي ، ملعقة كبيرة خميرة وثلاث ملاعق كبيرة حليب مجفف وملعقة عسل وملعقة ملح وكوب ماء دافيء.
ثم رأيت كمية من الجبنة البيضاء تزيد عن حاجتنا، اقترحت سحر عمل شيء بها، فعملت عجينة الطابات وهي 4 كوب طحين 2 ملعقة صغيرة بيكنج باودر، 40 غرام زبدة نصف كوب زيت زيتون ثلاثة أرباع كوب حليب 3 بيضات ، كوب زعتر أخضر أو ناشف 2 كوب جبنة مقطعة مكعبات صغيرة كله يختلط سويا في محضرة الطعام ما عدا الجبنة تضاف بعد إخراج العجينة من محضرة الطعام. ثم بواسطة الملعقة يتم تكوين قطع صغيرة دون أي شكل معين وتدهن الصينية بالزبدة وتخبز على درجة 180 لمدة 10 – 15 دقيقة.
البرد بصراحة لا يحتمل أعان الله الناس الذين لا يتوفر لديهم سقف حقيقي كسكان المخيمات في الزعتري وغيره من المخيمات عبر العالم. حيث رأيت برنامج عن إنزعاج أهل مدينة صغيرة في ألمانيا من خطة الحكومة لإسكان 2000 لاجيء في مدينتهم. فهم يعتبروا قدوم هذا العدد الكبير يهدد أمنهم لا سيما وأنه وقعت بعض حوادث السرقة في المدينة وتبين ان السارق في أحد الحوادث من المهاجرين وهو جزائري، ولما سأله الأمن لماذا سرق من المتجر علبة سمك قال لأنه جائع ، ولأن المبلغ الذي يتقاضاه من الحكومة وهو 340 يورو قد صرفه. الوضع محزن جدا أعانهم الله وأعادهم لبلادهم ولمنازلهم.
وأمس أقر البرلمان الدنمركي قرار مصادرة ممتلكات المهاجرين القيمة لتتصرف الحكومة بها وتصرف عليهم منها، ويتضمن القرار منع المهاجرين من استقدام بقية عائلاتهم إلا بعد ثلاث سنوات من وصولهم الى  الدنمرك.
27 -!-2016
اليوم موعد أخذ الإذن من المركز الأمني لمغادرة سونا وعودتها بعد الإجازة وجاء محمد مشكورا وأخذها مع كل المعلومات التي أعدتها سحر برحلات متعددة للسفارة الفلبينية ومكتب العمل الفلبيني وشركة الطيران ، المهم أنها عادت غاضبة جدا، حتى أنني خفت، ماذا حصل سألتها؟؟ قالت فتشوني أمام بوابة المركز!!!
نعم التفتيش واجب ونحن دائما يتم تفتيشنا عند دخول اي فندق أو المطار. ثم أضافت لا يوجد قفل للحقيبة، فذهبت الى أقرب مكان ممكن أن أجد به قفل بعد أن ارتديت أثقل المعاطف ولحسن الحظ وجدت آخر قفل وعدت وانا أشعر بصفعات الهواء على وجهي. الحقيقة برد لم نشهده من قبل كانت درجة الحرارة 5 .
كلمتني إحدى الصديقات مساء اليوم وكنت أفكر بها صباح اليوم ، وتبين ان الكهرباء مقطوعة عندهم والبرد شديد ، أعانهم الله.
ملاحظة: لم تنزل الثلوج اليوم ولا الأمطار وسنتحدث غدا عن صخب التنبؤات الجوية.

Monday, January 25, 2016

25-1-2016




ما بين اختفاء السكر وفقدان كلمة السر 


25-1-2016 

لا أعرف سبب إهتمامي بنزول الثلج أم عدمه، في السادسة والنصف فتحت الشباك لأرى الزائر الأبيض، فلم أر غير التراب البني اللون ولا أثر للثلج. عدت للفراش بعد أن وضعت صورة الكستناء في اسطنبول على الفيس بوك تغيير عن الزهرة اليومية.
في التاسعة أعتقد بدات الثلوج في الهطول ، خرجت الى الفرندة وصورت فيلم صغير لأوثق ثلجة كانون ثاني لهذا العام.
قررت أن أعمل شيء حلو يتماشى مع الطقس البارد فوقع إختياري على الحلبة ,هي بحاجة لشغل طويل تنقية بذور الحلبة ثم سلقها لمدة تزيد  أو تقل عن الساعة حتى يتقلص كوبي الماء الى نصف كوب كما في الوصفة ثم خلطها مع زيت الزيتون وإضافة الجوز الى السميد والطحين والخميرة.
ذهبت أبحث عن السكر لم أجد ولا حبة، طلبت من سونا أن تبحث ، رجعت تقول كيف لا يوجد عندنا سكر؟؟؟  كله أرز أرز,,, نظرت إليها وسكت ,, الصمت أبلغ ، فهي كل يوم تحضر لنا قائمة بالأشياء الناقصة في البيت .
المهم أنهيت العمل  واستعملت كل ما وجدت من السكر الخاص بالقهوة والشاي لعمل القطر، وتركت الحلبة تختمر ساعة وخرجت الى الحديقة عندما وقفت الأمطار لتغطية شجرة الفل بالنايلون حتى لا تتجمد من الصقيع، حيث غلفها أول أمس البستنجي لكن النايلون طار في اليوم التالي والله يستر الآن.
عندما كنت في الحديقة لاحظت أن الطقس ليس بتلك البرودة التي نشعر بها ونحن داخل البيت، فقررت الذهاب الى المتجر لشراء سكر وجبنة، هل من المعقول كل زياراتنا للمتاجر والمولات للتموين للثلجة لم نفكر بشراء السكر؟؟؟؟ شغلت الفرن لأضع الحلبة وتركته ليحمى.
ارتديت معطفي واتجهت للمطبخ  وضعت الحلبة بالفرن ثم سألتني سونا الى أين قلت لها للمتجر هنا، قالت ما رأيك أن نذهب للمتجر الأبعد الذي بجانبه محل سامسونج لأصلح تلفوني، قلت طيب أحضري معطفك.
أعطينا الشاب التلفون وقال إرجعوا بعد نصف ساعة، تركنا التلفون واتجهنا للمتجر اشتريت السكر والجبنة وعدت ومررت بالمتجر لأقول له أن الشريحة الخاصة بها موجودة بالتلفون فقال انتظري مدام ممكن يكون التلفون جاهز. أحضره وطلب عنوانها الإلكتروني لم تعرفه، فتحت تلفوني ووجدته أعطيته له، ثم طلب كلمة السر، أخذت التلفون وكتبتها وأعطته التلفون فقال لها خطأ ليس هذه. حاولي أن تتذكري قلت لها ، أي كلمة أخرى ؟؟ نظرت الى وقالت مافي!!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله، قلت له سأذهب الى البيت أغير لها كلمة السر على جهاز الحاسوب ونعود، عدنا مسرعين الى الحاسوب رأسا وضعت العنوان وأحضرت ورقة عليها كلمة السر وكانت صحيحة إلا أنني انتبهت انني الوحيدة التي ارسل لها رسائل وهي الصور التي أخذتها لها في عيد ميلادها قبل عامين ونسخة عن تذكرة الطائرة عندما كانت في إجازتها في الفلبين قبل عامين.
عدنا واعطيناه كلمة السر الصحيحة الا أن الجهاز لم يعمل ، فقال لا بد إذن من الذهاب الى الشركة في شارع مكة. في طريق العودة كلمتني أختي تقول أن جرس الفرن يرن أي أن الحلبة إنتهى خبزها ماذا أفعل؟؟ لا شيء قلت لها نحن في الطريق. عدنا أنقذنا الحلبة من الإحتراق وقررت أختي أن تأخذها لشارع مكة للإنتهاء من مشكلة التلفون، وهكذا كان أعادوا برمجة الهاتف لأنها كانت قد وضعت أرقام خاظئة أكثر من مرة وانتهت قصة التلفون.

Sunday, January 24, 2016

24-1-2016




صخب التنبؤات الجوية

24-1-2016
وما زلنا في إنتظار الثلوج، كل النشرات أكدت أن الثلوج ستبدا إعتبارا من مساء اليوم ، ومع هذا صحوت مبكرة فتحت الشبابيك لأتأكد إن كان هناك ثلج.
البرودة شديدة اليوم وسمعت إذاعة الوكيل صباحا وكان هناك كثير من الإستهزاء بالراصدين الجويين والذي يبدو أنهم كثر هذه الأيام ، كل جهة تترصد هفوة للجهة الأخرى، وكان هناك تحذيرللناس أو نصائح بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى بسبب الأمطار الغزيرة واحتمال حدوث فياضانات.
المضحك أنني اكتشفت أننا فعلا لم نستعد للثلجة كباقي الأردنيين ، فلا يوجد عندنا تسالي، ولا خضار للطبخ ولا بوشار وطبعا لا يوجد ملفوفة.حتى أن جيراننا لا يوجد عندهم خبز كفاية.
لأول مرة منذ وفاة فاطمة فكرت سونا أن تراقب المزاريب دون أن يطلب منها أحد، واكتشفت أن مزراب الطابق الثاني مسدود ، وصعدت الى السطح ووجدت بركة كبيرة من الماء على السطح، وحاولت فتح المزراب ولم تتمكن. المهم طلبت المنقذ الأعظم وطلبت منه إن كان بإمكانه ايجاد خبز لبيت الجيران، وفعلا جاء يحمل ربطتين من الخبز وصعد الى السطح وسلك المزراب واشتغل لله الحمد.
رايت مقابلة في التلفزيون الألماني مع ناشط عربي كان قد أمضى عدة سنوات في السجون  ولعدة مرات وقال انه بعد أن خرج من السجن في أحد المرات ، طلب أحد مستشاري الرئيس مقابلته والتقوا عدة مرات وقدم ورقة بمطالب الحراك والتي أبدا لم يكن من ضمنها تغيير النظام، وأخذ وعدا بالإستجابة لمعظمها وظن ورفاقه أن الفرج قادم، إلا أن خطاب الرئيس في اليوم التالي الذي عقدوا عليه الآمال بتحقيق مطالبهم ضرب بالحائط بكل أمل في الإستجابة لمطالب الشعب. ولسخرية القدر أجرت المذيعة اللقاء معه في أحد السجون التي أغلقت الآن في ألمانيا ودخلا أحد الزنازن (زنزانة) بها مغسلة ومرحاض وسرير ومكتب وسألته إن كان السجن الذي كان به يشبه الى حد ما هذه الزنزانة، فقال بما معناه انه بنفس حجم هذه الزنزانة كان يحشر أكثر من خمسين شخص..... وللحديث بقية  

Saturday, January 23, 2016

23 -1-2016





قوارب المهاجرين المقلوبة


23-1-2016 شوارد 

الحمدلله تحسنت وانتهى الزكام أخيرا، سبحان الله كم نحن ضعفاء، الزكام المفروض من أسهل الأمراض، لكن عندما نصاب به نبدأ بالشكوى و التذمر ، وننسى الأيام الكثيرة التي قضيناها دون أي ألم، ونظل نفكر من أين جاءنا هذا الزكام.
المتوقع قدوم الثلوج غدا، الهجوم على المخابز أمر محتوم قبل كل إشاعة ثلج، الحقيقة أنا أيضا ذهبت للمخبز واشتريت ربطة خبز واحدة لنا وإثنتين للجيران، لم أبالغ كبقية الناس لاسيما وأن المجمد مليء بالخبز أيضا.
ولقد رأيت عربات التسوق يوم أول أمس في أحد المتاجر الكبرى المليئة بكل أنواع  التسالي والخضار والملفوف بالتحديد ، كل عرباية بها ملفوفة أو إثنتين، أما الدجاج فحدث ولا حرج ، هرج ومرج أمام ثلاجة الدجاج ، أنا أخذت أربع دجاحات بالنصف بيني وبين الجيران، يعني لا أعتبر من جامعي المواد الغذائية كما أنني لم أشتر ملفوفة.
أكثر ما يحزنني  هذه الأيام هو منظر قوارب المهاجرين المقلوبة في عرض البحر والمحاولات البائسة في الوصول الى اليابسة، أمس غرق أكثر من 44 إمرأة وطفل على الحدود اليونانية، أي خوف أكبر من الغرق في عرض البحر، الأكثرية يقولون إنها حياة واحدة إما تحت القصف المدفعي أو بين أنياب الغزاة المتوحشة أو البحر ، ويبدو أن الأغلبية تفضل الموت غرقا. هذا الى جانب الإساءات التي يتعرض لها الناجين من الغرق على حدود الدول الأوربية. على سبيل المثال قررت الحكومة الدنمركية الصرف على اللاجئين منهم أنفسهم بالإستيلاء على مدخراتهم وما يحملون من مجوهرات وترك خاتم الزواج فقط لهم أو أي قطعة لها أهمية خاصة لهم.
أفكر أحيانا أنني أريد أن أغمض عيني وأرجع خمس سنوات للخلف وأرى العالم العربي بلا حروب ومصائب، فقد كانت هناك قضيتين ، قضية فلسطين والفوضى في العراق، أما الآن فحدث ولا حرج. حتى أن المساعدة سونا قالت لي عندما جئت للأردن عام 2010  لم يكن هناك حروب كالآن.

Saturday, January 16, 2016

13،14،15،16 -1 - 2016





 13،14،15،16 - 1 -2016 


تعمقت موجة الزكام أكثر وأكثر علما بأن الطقس مشمش وجميل لدرجو قررنا الخروج اليوم لنمشي قليلا لعلنا نتخلص من الزكام الشديد.
أتمنى أن أتحسن خلال اليومين القادمين لأواصل الشوارد.

Tuesday, January 12, 2016

12-1-2016






12-1-2016   

الموجة الزكامية تعمقت بعنف شديد اليوم ولم ينفع بها لا دواء ولا غذاء ولذلك سأنتظر حتى أتحسن بإذن الله غدا. "خلص الكلام"

Monday, January 11, 2016

11-1-2016




11-1-2016 

للأسف الشديد الزكام تعمق منذ ليلة الأمس مثل المنخفضات الجوية، وحالت مأساوية اليوم ويبدو ان الطريق الى التحسن طويل، لكن الحمدلله  على كل شيء. الطقس جميل مشمس ، جلسنا في الفرندة بعد الإفطار. بعد تناول الغذاء نمت مثل موظفي الدولة.
وبسبب الزكام  ، لا خروج ولا دخول ومنعنا الزيارة حتى لا يأخذ أحد العدوى، لا يوجد أمامنا الا التلفزيون  اتنقل من قناة الى أخرى:
رأيت أمس تقرير عن النجم اللبنابي حسن علاءالدين المشهور ب شوشو 1939 - 1975. وقالوا في التقرير أن الله توفاه عام 1975 ولقد اسغربت جدا كيف كنا مطلعين على الفنون في البلاد العربية بالرغم من عدم وجدود الفضائيات ، ومن الممكن أن عدم وجود الفضائيات خدمنا حيث كانت مشاهداتنا تنحصر بالتلفزيزنات العربية المجاورة. لكن الحقيقة كانت برامج التلفزيون الأردني في تلك الحقبة من أقوى البرامج وشاهدنا من خلاله أقوى المسلسلات الأجنبية وعلى التلفزيونات المجاورة أقوى البرامج الحوارية والثقافية. 
نعود الى شوشو الذي لم يدرس التمثيل ، بل كان موظفا في أحد المصارف اللبنانية، إلا أن حبه للمسرح جعله يشارك في فرقة للهواة قبل أن يؤسس  المسرح الوطني 1965. أنجز ععدا كبيرا من المسرحيات وشارك بعدد من الأفلام والغريب أن شوشو قدم  آخر عمل مسرحي له في آب 1965 في عمان، وخلال عودته داهمته أزمة صحية تلقى العلاج في عمان ثم غادر الى لبنان وفارق الحياة في 2 تشرين ثاني 1975.
كل الفضائيات تتحدث عن وفاة المغني الإنجليزي ديفيد بوي  1947- 2016 الذي كان يغني ويكتب الأغاني ويعزف على أكثر من آلة موسيقية ويرسم أيضا أي أنه الفنان المتكامل .

هذه الزهرة من أجمل أنواع الصبار، أحلف أننا عندما إبتعناها كان لون الزهرة أبيض ولهذا أحببناها ، لكن السنة عندما تفتحت الزهرة أصبحت بهذا اللون.

Sunday, January 10, 2016

10-1-2016






يا دوب متحملة حالي: المنطق سعادة 

 10-1-2016 

اليوم اشتد الزكام، الحقيقة انه اليوم الثاني لإصابتي بالعدوى من شقيقتي  وهذا متوقع، أول شيء قمت به هو الإتصال بمحل الخضروات لإرسال مؤونة الأسبوع للجيران ، وطلبت منه المرور بالمحل المجاور وإحضار الحليب. وطلبت كمية كبيرة من الجزر حتى نعصره، ولما رأته سونا صاحت عندنا جزر لم طلبت كل هذه الكمية، للعصير أجبتها إغسليه وضعيه بالماء.
غسلت 6-7 جزرات ، قلت لها لا يكفي إغسلي الكيس كله. غسلته على مضض. وبدأنا رحلة البحث عن عصارة الجزر. فتحنا كل الخزائن في البيت وغرفة الخزين، ثم انتقلنا الى خزائن الكوردور واحدة تلو الأخرى وأثناء البحث اكتشفت أشياء كثيرة لا لزوم لها، المهم أخيرا وجدناها مغطاة بأكياس وأكياس.
قرار الطبخ اليوم أيضا دجاج من أجل المرضى مع فريكة هذه المرة. الوصفة الوحيدة التي لم آخذها من والدتي رحمها الله هي طبخ الفريكة. وكلما سألت أحد يقول لي إنها مثل الأرز سهلة جدا، جربتها عدة مرات وسقطت بها شر سقطة..أبدا لا يوجد مثل فريكة أمي. لكن اليوم ممكن أن أقول أنني نجحت تقريبا وسأضع الوصفة  غدا هنا.
بعد الغذاء وتناول القهوة شعرت أنني يجب أن أنام وهذا يعني أنني بحاجة للراحة. وفعلا نمت لمدة ساعة, ونهضت للبدء بعملية عصير الجزر وبدأت أختي بغسل العصارة التي لم نستعملها من عدة سنوات وخلطنا الجزر مع التفاح وكان عصير رائع.
المهم ظهرت نتيجة فحوصات أختي وتبين انه لا يوجد عندها انفلونزا الخنازير .
بينما كنت أشاهد أحد البرامج الصباحية صباح الأمس، شاهدت لقاء مع إحدى السيدات الناشطات المهتمين بقضية اللاجئين السوريين، وشرحت شرحا مطولا عن المساعدات التي تقدمها الجمعية المنتمية إليها أو ربما التي ترأسها واسهبت ، وقالت حتى أننا استضفناهم في بيوتنا ، نظرت اليها المذيعة بإعجاب ثم أردفت قائلة ..أقصد بعض العائلات  ليس أنا ..أنا يا دوب متحملة حالي ... ما هذا الكلام "جلستٍ ساعة تحكي لنا عن حنانك وعملك من أجل اللاجئين والان يا دوب متحملة حالك.!!!!! "المنطق سعادة...
 والى الغد ....

Saturday, January 9, 2016

9-1-2016


قريبتي تنتظر 


 9-1-2016 


إستيقظت اليوم على ألم شديد في الحلق ، لا شعوريا ذهبت الى المطبخ أعددت كوبا من الشاي وعدت للسرير ثم فتحت التلفون وبدأت أبحث عن علاج طبيعي لألم الحلق ، الغرغرة بالملح ، العسل ، الماشمالو ، حساء الدجاج الساخن ، الإستراحة..الخ . فطرت وكلمت الصيدلانية  ورأسا اكتشفت من صوتي أني دخلت دائرة المرض.  نصحتني بأخذ مضاد حيوي وقالت لا تخرجي من البيت سأرسله لك. طلبت أبو أمل ليحضره لي بعد أن كلمت أخي ولم يجب هاتفه وطلبت منه إحضار الدواء. 
وصلني الدواء بواسطة أخي الذي مر بالصيدلية صدفة وأعطته الصيدلانية الدواء وبدأت بالمضاد الحيوي والغرغرة بالماء والملح. أما أختي فحالتها لم تتحسن كثيرا ، كلمنا الطبيب مرة أخرى وطلب منها أخذ المزيد من الأبر، وعمل فحص للدم وفحص آخر لإنفلونزا الخنازير. طلبت المختبر وأرسلوا من يأخذ لها الفحص، وجاءت فنية المختبر والكمامة على وجهها ( الإحتياط واجب).
أكبر نكتة لهذا العام هو أنني كالعادة قبل نهاية العام، اشتري روزنامة للحائط وأخرى للمكتب ، علقت روزنامة الحائط في المطبخ، ووضعت الأخرى في المسند الخاص بها . ومر أسبوع ونحن ننظر إليها ونتبع مواقيت الصلاة كما هو مبين فيها ، لكن اليوم اكتشفنا أختي وأنا ان روزنامة المكتب بها شيء غلط فاليوم  التاريخ 8 وفي الرزنامة 9 ... قلبنا الصفحات وجدناها كلها متسلسلة ..نظرت الى السنة اكتشفت أنها لعام 2015 . العامل في المكتبة أعطاني إياها ولم أتأكد عندما اخذتها منه، لا يمكن أن يخطر ببالي أنهم في المكتبة كما في السوبرماركت يضعون اللبن والحليب الجديد في الخلف ويضعون القديم في الأمام حتى يتخلصوا منه. كانت هذه الحيلة تنطلي علي في الماضي لكن الآن صرت أبحث بين كل زجاجات الحليب على أحدث تاريخ.
أمس أخذتني سونا في دوكه وقالت لي أن قريبتها تريد أن ترسل معها أغراض للفلبين وانها ستذهب معها لشراء بعض الأغراض وتأكدت منها كيف ستذهب ، فقالت معها. والذي فهمته أنها ستذهب الى بيتها الذي لحسن الحظ بجانبنا وسترافقها الى المتجر.
وبعد أن أنهت  إعداد الطعام وارتدت ملابسها وقفت أمامي قائلة يالله مدام.. الى أين أجبتها؟؟ قالت : مدام المولّ!!
نظرت الى حالة الجو من الشباك، قلت لها أنا أخرج في مثل هذا الجو؟؟؟ مستحيل وأختي مريضة لا يمكن أن تأخذها "وتخصورت" وقالت مدام قريبتي تنتظرني....
ارتديت معطفي والى المول وصلتها ونزلت للمول اشتريت للجيران بعض المتطلبات وعدت أكملت الطبخة وتناولنا الغذاء ولم تسكت الأمطار.
المهم أنني قلت لها كيف سترجعين؟؟ قالت مدام أنت ترجعيني، لا تحلمي قلت لها إرجعي مع قريبتك بنفس التكسي وليكلمنى السائق وهكذا حصل.

Friday, January 8, 2016

8-1-2016


فاطمة.. الى جنات الخلد 


  8-1-2016  



في مثل هذا اليوم من العام الماضي انتقلت الى رحمة الله فاطمة التي عاشت بيننا أكثرمن خمسين عاما وكانت من أهم أركان المنزل ولقد كتبت بعض الكلمات بعد وفاتها وسأستعرض بعضها:

الى جنات الخلد

ملاقط الغسيل في العلبة في غرفتي, ومفتاح خزانتي ضعيه في حقيبتي ,, آخر كلماتها لي وأنا استعجلها لأن السيارة وصلت لتأخذها الى أختها ومن ثم الى المستشفى
"خلاص خلاص لن أخلطهم مع ملاقط غسيلنا كوني مطمئنة  وكذلك مفتاح خزانتك وضعته في حقيبنك " هذه آخر كلماتي لها.
وصلنا بعد عناء وأزمة سيارات الى المستشفى ، فتحنا الباب لتنادى إحدى أخواتها "ها هم حبايبك وصلوا:"
نظرت اليها وهي تفتح عيونها  بصعوبة وتبتسم  وإذا بأختها تقول "مش معقول مش معقول,, ابتسامة يا ربي لن انساها  إنها في غيبوبة كيف فتحت عيونها " اقتربنا منها ونحن نقول " يالله يالله تحسني بسرعة لنذهب سويا الى البيت " وتتسع ابتسامتها وتنزل دمعة من عينها ونعيد ونقول:" كلها كم يوم وتخرجين من المستشفى ونعود الى البيت حيث الكل في انتظارك,,,"
أي خروج وهي موصولة بالأجهزة ومعظم أعضائها توقفت عن العمل، تنظر إلينا وتختلط دموعنا ونعلم أنها النظرة الأخيرة بيننا وأننا لن نرها بعد الان.
خرجنا من الغرفة بعد أن ودعنا أخواتها ونحن كلنا نجهش بالبكاء وكل واحدة منا تقول في سرها ، الوداع الوداع
وصلنا البيت لنجد الوالدة في أسوأ حالاتها فنحن لا نتركها أبدا ولكن زيارة المستشفى كان لا بد منها ، تنظر الى وكأنها تقول "كيف تركتيني لوحدي مع المساعدة"؟؟؟ وأحاول أن أشرح لها بأني كنت في مهمة ضرورية ولكن هيهات تستوعب ما أقول وأنا أتحاشى ذكر المستشفى والزيارة الأخيرة
حاولنا أنا وما تبقى من إخوتي تذكر السنة التي انضمت إلينا بها، أحد منا لم يذكر بالتحديد ، قلت أنا ربما كان عام 1964 او بداية 1965 لأننا عندما ذهبنا الى أنجلترا عام 1966 كانت ما زالت لم تعتد التحدث بلهجتنا وكان يختلط عليه القاف والكاف !!!
خمسون عاما وهي ركن مهم في البيت ما تعرفه عن خبايا البيت لا أحد يعرفه، يكفي أن يقول أحدنا : أين يا ترى الصور القديمة التي كنا نراها باستعمال جهاز projector  لتقفز قائلة إنهم بالدرج الأخير من الخزانة التي في الممر.
أين فناجين القهوة المرة (السادة) التي أحضرتهم لنا مها (رحمها الله ) من السعودية ؟ لتركض الى مكان لا يعرفه أحد وتزيل الأكياس التي لفتهم بها كيس بعد كيس ..
هي تعرف أين يوجد كل شيء في المنزل وفي المجمد وفي الثلاجة. كيف كانت تعرف كل شيء؟؟ الحقيقة أنها كانت تمرن ذاكرتها دائما، كانت تعيد ترتيب الخزائن والثلاجات والمجمد دائما لذلك كانت تحفظ اين تجد كل ما تسأل عنه.
توقفت أختى لحظة لما ذكرت لها كيف جاءت السيارة لتأخذها لبيت أختها ثم الى المستشفى ثم قالت: ما قصة ملاقط الغسيل ؟؟ ضحكت وقلت لها إنها (موسوسة ) بدرجة كبيرة وتفوقت على وسوسة أمي ، فهي عندها الحبل الخاص الذي تنشر عليه ملابسها والملاقط الخاصة بها والتي لا يمكن ان تخلطها مع (ملاقط الغسيل التي تستعملها لنشر غسيلنا.)  ثم لديها أدوات الأكل الخاصة بها لا يمكن أن تستعمل غيرها ملعقتها ، شوكتها وسكينتها وصحنها ويا  ويل من  تحدثه نفسه باستعمال أحد أدواتها الخاصة.

بعد حوالى عشرة سنوات من وجودها معنا رأينا أنه يجب أن يكون معها أحد يساعدها وفعلا انضمت إلينا شابة من ألطف ما يكون ومهما حاولنا أن نقنعها بأنها جاءت لمساعدتك ومع انهما عاشتا سويا لأكثر من ست عشرة سنة أخرى إلا أنها لم تقتنع بوجودها وكانت دائما تقول لا يوجد مثل بنت البلد أبدا. وهكذا كان حالها مع كل مساعدة تأتي لمساعدتها.
كانت أكبر مصيبة عندها خراب التلفزيون الخاص بها ، كانت تأتي إلى كالأطفال تبكي: لم أصبه هو لوحده خرب !! سامحني الله كنث أتثاقل من الصعود لتصليحه ولكن مع هذا كنت أسير وراءها وأقول: " يالله لنشوف شو المشكلة",, أحيانا كثيرة كنت لا أفعل سوى إغلاقه وفتحه مرة أخرى فيعود يعمل كالساعة وأحيانا أخرى اضطر للإتصال بالشخص المختص وأرجوه أن يأتي بأقرب فرصة لأن التلفزيون متعتها الوحيدة.
من خصالها الغريبة أنها كانت تكتشف أي خراب بالبيت، فكما كانت تدرب ذاكرتها على حفظ أماكن الاغراض في داخل المنزل ، كانت عندها جولة يومية كلما سمح الطقس حول البيت وتفقد الحنفيات بالحديقة والمزاريب وكانت تصعد تتفقد خزانات المياه وتفتح بئر الماء وتغلقه كلما شعرت أن المياه ستنفذ.
أما شغفها بالزراعة فكان بالفعل غريب جدا ، كانت كما يقولون يدها خضراء، كلما زرعت شيئا ينبت ويترعرع ، رأت مرة بذرة الأفوكادو وتسائلت هل لو زرعتها تنبت ، قالت لها شقيقتي جربي بعد أن طلبت منها أن تتركها بالماء قليلا ، المهم أنها زرعت عدة بذور ومرت الأيام لتكبر الشجرة وتثمر ونأكل من ثمرها وظلت تقول سأذهب لأرى شجرتي وزرعت عشرات البذور ووزعناهم على الأهل والأصدقاء ولا أعرف إن نجحت الشجرة عند أحد كنجاحها في حديقتنا والتي جاوز ارتفاعها سطح المنزل.
وأصبحت كلما أريد أن أزرع نبتة أطلب منها أن تضعها بالتراب وآخر نبتة زرعتها كانت الشمعة وها أنا أراقب نموها وادعو لها بالرحمة كلما رأيت المزروعات التي زرعتها تنمو وتترعرع.

كانت تحرص على الصيام والصلاة ولا تفوت فرض علما بأنها لم تحفظ ولا سورة من القرآن ، لكن بينها وبين ربها كانت تتمتم ببدايات آيات فقط ومن المؤكد أن صلاتها ودعاءها كانا مستجابان . وكان من عادتها الصيام قبل بدء رمضان بيوم حتى كما تقول تعتاد على الصيام . في أحد السنين قرروا بدء رمضان فجأة لا أذكر بالتحديد كيف وثارت ثائرتها كيف لم تصم اليوم السابق.
كانت تنصب نفسها مراقبا للعمال كلما احتجنا لعامل في البيت، فلا تتركهم أبدا تراقب أعمالهم وتنتقدهم أثناء عملهم تأمرهم بالتنظيف بعد أن ينتهي عملهم، وإن طلب أحدهم شيء كانت تسرع وتلبي طلبهم وكانت تحتفظ بكمية كبيرة من المسامير والأسلاك بعلبة خاصة قائلة ربما نحتاجهم يوما. وكنت أظن ان العمال يتضايقون منها وأحاول أن أشغلها بشيء آخر حتى تتركهم يعملون بهدوء، إلا أنني اكتشفت مدى حبهم لها بعد وفاتها فمصلح التلفزيون كاد يبكي عندما أخبرته بوفاتها وقال : والله أحضرت لها سلكا خاصا لتلفزيونها وكنت أريد تركيبه لها. وكذلك عمال الأدوات الصحية تأثروا كثيرا لسماع نبأ وفاتها.
كانت والدتها حبها الوحيد في الحياة , إن ضيفها أحد حبة حلوى كانت تقول لن آكلها سأخبئها لوالدتي ، وكنا ننهرها ونطلب منه أن تأكلها  ، الحلوى متوفرة في كل وقت يمكنك أخذ المزيد عندما تزوري الوالدة. والحقيقة أن والدتها كانت سيدة مكافحة ربت رهط من البنات وولد وحدها بمساعدة ابنتها الوحيدة التي تعمل. فكانت في نهاية كل شهر تذهب اليها وتسلمها راتبها  كاملا ولا تأخذ منه قرشا واحدا .وبعد وفاة والدتها أقنعها بعض من أهلها ان تكف عن العمل  وتعيش معهم . زارونا في البيت وقالوا سنأخذها معنا. سألتها والدتي: "هل هذا ما تريديه أنت ؟؟" أجابت : "أنا بعد وفاة والدتي لا أريد أن أعمل أريد أن أتقاعد. "
كما تريدين قالت والدتي هذه حياتك. ونحن سنؤمن لك مبلغا من المال شهريا يكفي احتياجاتك ستجدية في حسابك في بداية كل شهر. صعدت الى غرفتها وأخذت ملابسها
كلنا تفاجئنا لسلوك اهلها بعد عشرة ثلاثين عاما لاسيما وأن والدتي كانت في ذلك الوقت في أشد الحاجة للمساعدة إذ كانت رجلها مكسورة ولكن كل شيء انتهى ورضخت لرغبة أختها  وزوجها وهو ابن عمها في نفس الوقت. وحملت حقيبة ملابسها وخرجت لتعيش مع أختها.
مرت الأيام والأشهر ولم نسمع عنها شيئا وبعد سنة ونصف بالضبط وجدناها تقف أمام باب البيت مع أختها الأرملة وتطلب منا أن نعيدها الى عملها لأنها لم تستطع التأقلم مع أختها وزوجها ، وذهبت لتسكن مع أختها الأرملة لكنها أيضا لم تستطع العيش معها وأولادها وهي التي اعتادت العيش في غرفة خاصة بها مع حمامها الخاص، وقالت أختها لا أحد يريدها ضعوها عندكم بلا راتب فقط بأكلها وشربها.
حزنا جدا لنسمع أن لا أحد يريدها في بيته. فقالت لها والدتي الى غرفتك رأسا ستجديها كما تركتيها.
وبدأت حقبة جديدة في البداية قالت أنها لا تريد الذهاب لزيارة أي أحد من عائلتها ولكن بعد عدة أشهر قررت أن تزور أختها وإبن عمها.
وحتى الآن لم نعرف ما حصل بينها وبين أهلها ولماذا ضاقت بالعيش مع أختها وإبن عمها،  وهي لم تنبس ببنت شفة عن أي فرد من أفراد عائلتها. ولكنها كانت  تقول دائما ان  لا أحد فيه خير منهم .
بالنسبة لنا كانت جزء مهم في البيت فخلال الفترة التي تركتنا بها كان عندنا من يساعدنا لكن المشكلة كانت بأن أحدا منا لا يعرف كيف يعثر على الأغراض ، فمثلا جاء العيد واضطررنا لشراء فناجين قهوة لأننا لم نعرف أين تضعهم وكذلك كان علينا شراء إبريق للقهوة السادة لأننا أيضا لم نجد إبريق القهوة وهكذا دواليك.
في بداية عام 2009 بدأت صحتها تتدهور وبعد فحوصات طويلة وأكثر من عملية تنظير تبين ان كبدها في حالة سيئة جدا وأن لا علاج له ، واقتصر عملها على الإشراف على الغسيل وبدأت تشكو من عينها ولكن الطبيب رفض أن يجرى لها عملية الماء الأزرق لأن كان يخاف أن لا تنجح العملية وتخسر ما تبقى لها من النظر ، لاسيما وأن عينها الأخرى كانت لا ترى بها. وظللنا نتردد على طبيب الأسنان ليصلح لها طقم أسنانها وصرت كلما ذهبت الى طبيب الأسنان ترافقني لينحت لها من هنا أو هناك.
وظلت على نفس الوتيرة في حياتها اليومية مراقبة للمساعدة ، البحث عن الخراب وتفقد مواسير المياه وتفقد بئر الماء وخزانات المياه الى ذلك اليوم الذي أصيبت بالنزف من المريء ودخلت المستشفى وقال لنا الطبيب انه لا أمل في نجاتها وتنقلت بين المستشفى وبيتنا وبيت أختها.
وكانت كلمتها التي تردها دائما : أنا هنا في هذا البيت لن أخرج منه أبدا ونقول لها بالتأكيد هذا بيتك وعاشت بالرغم من أوجاعها عشرة أشهر تكابر وتؤكد لنا ان كل شيء تمام معها وأنها لن تترك البيت ، الى أن جاءت لي راكضة تقول أن رجلها تؤلمها كثيرا وكلمت أختها وقلت لها سأرسلها الآن لتراجع طبيبها وجاء محمد الشهم الذي اعتاد توصيلها الى بيت أختها عندما شرحت له الحالة. ترك عمله وكان بالباب خلال عشر دقائق . ووضعت لها بعض الملابس في حقيبتها وهي تشير لي بأن أضع ملاقط غسيلها في العلبة الخاصة بها وأصرت على أخذ مفتاح خزانتها معها.
وخرجت مع محمد وهي تنظر النظرة الأخيرة للبيت الذي عاشت به أكثر من خمسين عاما وبعد زيارتنا لها في المستشفى بيومين اتصلت أختها لتقول انها انتقلت الى رحمة الله يوم الخميس 8 كانون الثاني 2015 .
ولقد خسرنا ركنا اساسيا في البيت ولا تمر ساعة دون أن نذكرها ونترحم عليها فكل شيء بالبيت يذكرنا بها ولم نخبر والدتي بوفاتها وشاءت الظروف أن تنتقل والدتي الى رحمة الله يوم الثلاثاء 6 تشرين الأول 2015 . وبهذا فقدنا أهم أركان البيت خلال عام واحد. رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناتة. 

*** شجرة الأفوكادو التي زرعتها



Thursday, January 7, 2016

7-1-2016




المنخفض الجوي ومقالات حول اللغة العربية 


7-1-2016  

في الصباح بعد الإفطار ذهبت لأصلح جهاز التبخير ومررت بالبنك لمعاملة سريعة وعدت رأسا الى البيت، وإذا بأختي تقول أن وضعها لم يتحسن أبدا ولا بد من الإتصال بالطبيب لتغيير الدواء لأن تبين أنه عندها حساسية شديدة من المضاد الحيوي.
كلمته ووصفت له الأعراض التي أصابتها وقلت له هل هناك إمكانية لإعطائها أبر بدلا عن الحبوب،- هكذا اعتدنا التكلم مع الإطباء بعد مشوار طويل مع أمراض والدتي رحمها الله- إعطاء الطبيب أفكار.
نعم نعم قال، وأعطاني إسم الدواء وتوجهت رأسا الى الصيدلية لم أجد نفس الدواء ولكن هناك نفس النوع من شركة أخرى، كلمته وقلت له لم أجده نفسه وأعطيته إسم الدواء الثاني ، فقال طيب لكن هذا غالي!! قلت له المهم يكون فعال. أخذت الدواء ثم اتصل الطبيب مرة ثانية ليقول لي إن لم تتحسن حتى آخر النهار يجب إدخالها للمستشفى. أخذت الإبرة والحمد لله تحسنت قليلا.
كل الشائعات تقول إن منخفض جوي سيصل غدا وهناك أمطار وثلوج وفيضانات ، ونحن هنا في هذا البلد هوايتنا أن نكون مستعدين للمنخفضات الجوية، لا نترك رغيفا في المخابز، ولا خضرة ولا فواكهه في محلات الخضرة ، ونهجم على الدجاج واللحوم والألبان والأجبان، ناهيكم عن الكستناء مهما كان سعرها ، كل شيء يهون في سبيل الثلوج.
المهم أنني خرجت في الرابعة للإستعداد للثلجة حتى لا أضطر الى الخروج غدا، أمنت الألبان ثم الى الخضرجي أمنت العصير والفواكهة والخضار وعدت للبيت سالمة غانمة، لم أذهب للمخبز، الحقيقة عندنا خبز في المجمد يكفينا لأكثر من أسبوعين.
**قرأت اليوم مقال رائع للدكتور صلاح جرار يقول بما معناه ان اللغة العربية الفصحى تلغي الفوارق بين طبقات المجتمع أو "التمايز الطبقي"  يقول الدكتور جرار :" ومن الناس من يحاول تمييز نفسه عن أبناء مجتمعه بالإفراط باستخدام مفردات وعبارات أجنبية كالإنجليزية والفرنسية في حديثه مع الناس عامّتهم وخاصّتهم، أو باجتراح طريقة خاصّة في نطق الكلمات العربيّة، فيبدل الطاء تاءً، والثاء زاياً أو تاء"
***وفي مقال للأستاذ محمد المزيودي في جريدة العربي الجديد يقول انه منذ نهاية شهر كانون أول الى نهاية شباط 2016 ستظهر في فرنسا 476 رواية جديدة . ومن كبار الكتاب الذين ينتظر القراء مؤلفاتهم الطاهر بن جلون في روايته الجديدة "زواج المتعة" وكتاب عضو الأكاديمية الفرنسية أمين معلوف حول تاريخ الأكاديمية:  " وكل ما يرتبط بها من تاريخ فرنسا الثقافي والفكري والسياسي. وهو كتاب يحكي قصة 18 شخصية تعاقبت على الكرسي رقم 29 في الأكاديمية الفرنسية التي تأسست سنة 1634. كتاب ضخم يحكي أسرار هذا الكرسي الذي مات أول جالس عليه غرقاً في نهر السين، والذي كان كلود ليفي شتروس من بين محتليه. ومن خلال تتبع ومرافقة هذه الشخصيات الوازنة، يكتشف القارئ أربعة قرون من تاريخ فرنسا الصاخب. وكما يقول تصدير الكتاب، الذي سيظهر في المكتبات يوم 2 آذار/ مارس 2016: "انطلاقاً من كرسي بسيط، ومن مكان ذاكرة هشّ وحميمي يقع على ضفاف نهر السين، يُساعدنا أمين معلوف على إعادة اكتشاف ساعات ماضي فرنسا الثريّة، ودوام "عبقريتها الوطنية"، إضافة إلى تحولاتها الثابتة"
وأخيرا الى الغد لنرى تأثير المنخفض الجوي ونشاطنا في القضاء على مؤونة "الثلجة" من  الخبز والكستناء والخضار والفواكهة.
**جريدة الرأي 7-1-2016
***جريدة العربي الجديد 22-12-2015 

Wednesday, January 6, 2016

6-1-2010



من بسطة بطيخ  في الزرقاء الى دكتوراه بالشريعة


6-1-2016 

احداث اليوم لم تكن متوقعة، كان المفروض البقاء في البيت وعدم الطبخ، لكن حالة أختي الصحية تراجعت وصار من الضروري عمل أكل خصوصي للمرضى ولسرعة إنجاز الغذاء قررت الخروج لشراء الدجاج وعدم الإنتظار حتى يذوب الدجاج المجمد في المجمد.
بعد أن وصلت الى المتجر تذكرت انني طلبت السولار أمس ، اتصلت بأختي لأقول لها أنه يمكن أن يحضر في أي لحظة. وقبل أن أنهي مشترياتي اتصل بي وقال انه بباب البيت، فقلت له اختي في انتظارك.
انهيت طلبية الدجاج واتجهت الى قسم الخضار أخذت احتياجاتي ثم الى الوزن، المسؤول مشغول بهاتفه النقال، وضعت الأكياس أمامه وبدا بيد واحدة يزن الأكياس ويضع الملصق  ويده الأخرى مشغولة بالعاتف ، ثم تثاءب  وفتح فمه على الأخر ومع ذلك لم يترك الهاتف.
وصلت للمحاسبة وأعطيتها الفيزا وبدأت تضرب وتحسب ثم أعطتني الجهازلوضع  كلمة السر، وضعتها وانتظرت ، فقالت لي والعلكة في فمها لم تشتغل البطاقة، ففتحت حقيبتي لأخرج بطاقة أخرى فقالت دعيني أجرب مرة أخرى ، فقلت بقلبي يالله الغلط مع بنك واحد أحسن من بنكين ثم اشتغلت.
رجعت الى البيت بعد المرور بالخضرجي لأشتري السبانخ لتحضرها لي سونا قبل سفرها وأضعها بالمجمد وأطبخها رأسا. وبدأنا الطبخ والوصفة موجودة في المدونة دجاج مع المرق.
 فتحت جهاز الحاسوب عندما جائتني رسالتين قصيرتين على هاتفي تعلمني بأن المبلغ تم سحبه مرتين. إتصلت بالبنك وقالت الموظفة بعد أن تأكدت بأن المبلغ فعلا سحب مرتين بأنه بإمكاني الرجوع للمتجر وإلغاء السحب الثاني أو الذهاب للبنك لإلغاء العملية. سبحان الله كل خطوة تتعلق بالتكنولوجيا هنا يجب أن يكون بها بعض التعقيدات. إتصلت أختي بصديقتها بالبنك وقامت بإلغاء العملية الثانية الحمدلله.
بعد أن أنهينا الطبخ، قالت أختي انها لم تعد تحتمل الآلم والأفضل الإتصال بالطبيب، اتصلت به وقال أكون عندكم بعد ربع ساعة، وخلال ربع ساعة كان عندنا وفحصها وأعطاها إبرة لتسرع الشفاء وكتب لها مجموعة من الأدوية. أحضرت لها الدواء ولكن للان ما زالت تعاني.
اقترحت سونا عمل تبخيرة فلبينية بالماء الساخن والميرمية والنعناع، ورأسا سخنت الماء وبدأت بالتبخيرة لعلها تكون الشافية.
أثناء عمل التبخيرة قرأت قصة رائعة لزوجين تحت عنوان : زوجان من بسطة بطيخ  في الزرقاء الى دكتوراه بالشريعة واستمتعت بقراءة قضة زوجين مكافحين ، حيث يروي الرجل أنه بدأ بالعمل منذ أن كان بالصف الثالث الإبتدائي ببيع  الخضار والبطيخ الى أن أكمل البكالوريوس. وبعد التخرج عمل مدرسا في مدرسة خاصة وجمع مبلغا لإكمال دراسة الماجستير وما نقصه جمعه من بيع البطيخ وعمل عتالا في مطبعة. وتعرف على زوجته أثناء دراسة الماجستير ونجحا سويا ، وتعاقدا للعمل في الرياض وعادا بعد 8 سنوات لمرض والده وأكملا دراسة الدكتوراة سويا.إنها قصة نجاح باهرة لشخصين اعتمدا على انفسهما ولم يطلبا المعونة من  أحد.

قرأت أيضا نبأ وفاة الفنان ممدوح عبد العليم، وأنه أصيب بنوبة قلبية أثناء ممارسة الرياضة، وحزنت عليه كثيرا، وتذكرت أنني سمعت صدفة في إذاعة مونت كارلو من طبيب اسمه وسام خوري قال أنه يجب أن يتوفر في كل مركز رياضة جهاز للصدمة الكهربائية لأن كثير من الجلطات الدموية تصيب الشباب أثناء ممارسة الرياضة. أي لو كان هناك هذا الجهاز وكان هناك طبيب اختصاص لكان بالإمكان انقاذه ولا اعتراض على حكم الله.

Tuesday, January 5, 2016

5-1-2016




بعض الناس يعتبرون قصصهم مثل الأغاني لا يمل الناس منها

5-1-2016  

الثلاثاء
الطقس بارد أيضا، لا أدري لماذا أصبحنا نشعر ببرودة الطقس أكثر هل فعلا تغير الطقس أم أننا تغيرنا أو كبرنا ولم نعد نتحرك كالسابق. .
سألت سونا  كيف سنعمل السمك ، قلت لها مشوي أو مقلي ماذا تفضلين؟؟ قالت مقلي أحسن.
بدأت بشرب القهوة وقراءة الجريدة بعد تناول الإفطار ، الحقيقة الأخبار تغم القلب وبما أنني لا أريد التكلم بالسياسة فلا أريد التدخل بين السعودية وإيران الله يهدي الجميع.
لا يوجد أي سبب يدعوني للخروج من البيت هذا الصباح، لكن أختي ساءت حالتها ازداد مرضها، اقترحت طلب الطبيب، من أصعب المهمات هنا إيجاد طبيب يقبل القدوم للبيت. عندي رقم طبيب استدعيته قبل شهر لجارنا وجاء. طلبت رقمة وأجاب رأسا وشرحت له وضع أختي وبدأت أعطيه العنوان فقال لا استطيع القدوم الا بعد الواحدة ظهرا فقلت له طيب العنوان شارع كذا كذا.. فقال لا لا كلميني في الواحدة واعطيني العنوان عندي الآن مرضى في العيادة. قلت طيب سأكلمك. في الثانية عشرة والنصف سألت أختي كيف الوضع ؟؟ هل أكلم الطبيب ؟؟ قالت لا أشعر أنني أحسن.
صار وقت الطبخ دخلت المطبخ أريد ان أعد الخلطة لقلي السمك ، فقالت سونا "شو رأيك مشوي، لأنه برد كثير لا يمكن فتح النافذة !! فرحت بقلبي وقلت فعلا أحسن.
أعجبتني هذه الفكرة من الكاتب بلال فضل:
***"صحيح، بالأمس تذكرت عبارة تقول إن عمر المغني قصير، حتى وإن عاش طويلا، وإن عمر أغانيه طويل، حتى وإن لم تعش في حياته طويلاً. وبصراحة، لا أعرف إن كنت قد قرأت العبارة، أم أن عقلي الباطن يختلقها الآن. لكن، ما أعرفه أنني متأكد من صحة هذا المعنى، الذي خطر على بالي من يومين، حين كنت أفكر كم هم المغنون محظوظون، لأن أحداً لا يمل من الاستماع إلى أغانيهم مراراً وتكراراً، بل إن تكرار الاستماع إلى أغنيةٍ ما، يمنحها مجداً خاصاً، في حين يُطلب منا، معشر الكتاب، أن نعبر عن المعاني نفسها، دائما بأشكال جديدة، لكي لا نتهم بالتكرار والإفلاس "
بصراحة هناك بعض الناس يعتبرون قصصهم مثل الأغاني لا يمل الناس منها، فيحكوا لك القصة نفسها "والله " في كل لقاء ولأنني مجاملة من الدرجة الأولى أجعلهم يشعرون أنني أسمعها لأول مرة....
كان الغذاء ممتاز ومر الوقت لم أمارس الرياضة وكل يوم أقرر أنني سأبدا بالرياضة غدا. كان فوزهذه  الزهرة التي وضعتها على الإنستغرام مفرح جدا لأنني اعتبرتها من أجمل ما صورت. والى الغد....
*** العربي الجديد 2-1-2016 / صباح الخير يا ست نجاة – بلال فضل

Monday, January 4, 2016

4-1--2016



4-1-2016 


كنت دائما أستغرب كيف يستطيع فهد الفانك الكتابة يوميا حتى يوم الجمعة وأحسده على هذه الطاقة، في الحقيقة الأمر ليس بالسهل .
اليوم الطقس بارد أيضا لكن أدفأ من الأمس بقليل، لم يكن هناك أي واجبات في الصباح ولا يوجد طبخ لأننا مدعويين على الغذاء في بيت أختي. أثناء الفطور رأيت برنامج في قناة دويتشي فيلا عن وسائل التواصل الإجتماعي وكان هناك سرد لأحسن المواقع على الإنستغرام فتركت الأكل وركزت لربما كان موقعي أحدهم ، وإذا بهم يعددوا المواقع وتبين أن موقع كردشيان أحدهم ورأيت ملخص عن  المواقع الأربع الباقية واكتشفت انهم كلهم على نفس الشاكلة والمقياس طبعا عدد التابعين الذي يتجاوز الأربعين أو الحمسين مليون فرجعت أكمل فطوري.
ذهبت مبكرة  للغذاءعسى أساعدهم بأي شيء، وكان حظي الركض وراء الطفل الرائع وهو يحمل الأشياء الممنوعة ويختفي وأنا أنادي وأصيح وهو لا يجيب. لأراة فيما بعد يحمل حبة مندلينا ويصر على تقشيرها دون مساعدة من أحد ويصر أن يضع القشر بيدي أو بيد جده. فرحت لأنه سيأكلها على الأقل، ولكن تبين أنه يضعها في فمه ثم يرميها. ويهرب عندما أطلب منه أن يغسل يديه ، ثم يختفي فجأة ويعود حاملا أنبوب الكريم الخاص بعمته ويبدأ بدهن وجهه وهو يقهقه بالضحك، وأخطف الكريم من يده ويضحك ويختفي مرة أخرى ويعود وبيده زجاجة عطر يحاول أن يرشنا بها...وهكذا الى أن جاء الضيوف وتناولنا الطعام وعدنا الى البيت.
وجدت شقيقتي قد اشتدت الإنفلونزا عليها وكان الطبيب في الصباح قد أعطاها مجموعة من الأدوية وأرادت أن تأخذ مسكن فذهبت الى الصيدلية لأحضر لها البندول.
لأول مرة أجد الصيدلانية موجودة في المساء وكان قبلي أحد الزبائن الذي يبدو أن طلباته ستأخذ وقتا طويلا فطلب منها ا أن ترى إحتياجاتي قبله وكان هذا من حسن أخلاقه طبعا. طلبت ما أريد وعدت رأسا للبيت.
أزمة شارع عبدالله غوشة لم تنته وما زلنا نعاني من أزمة السير عندنا.