Saturday, February 27, 2016

27 - 2- 2016







بين المدارس الحكومية والخاصة 

27 -2 -2016

قرأت اليوم رسالة أرسلها طالب في الصف السابع لرئيس الوزراء يشرح فيها أوضاع المدارس الحكومية حيث انتقل حديثا اليها بعد أن أمضى القسم الإبتدائي وبداية الإعدادي في المدارس الخاصة.
إلا أن الوضع المالي المتدهور لوالده أرغمه على نقل إبنه الى المدرسة الحكومية. ويحكي الشاب عن معاناته مع الوضع الجديد:

يتكلم في البداية عن الحمامات، ولقد تذكرت رأسا منظر الحمام عندما حاولت الدخول إليه عندما انتقلت أنا بخاطري الى المدرسة الحكوميه. بصراحة لا أعرف كيف أصفه الآن ، بلا مبالغة" كانت الأوساخ  كتل ،كتل في أرضية الحمام، والرائحة لا تحتمل. أذكر أنني رجعت الى الخلف وأغلقت الباب وكانت هذه آخر مرة أفتح باب الحمام."  بمعنى آخر أن الوضع بعد أكثر من خمسين عاما لم يتحسن.

ثم يتحدث عن البرد الشديد في المدرسة لعدم وجود تدفئة،  يقول الشاب الصغير إنه كان يجلس في المدرسة بالقميص فقط . استرجعت ذكريات البرد، أصلا لم نكن نحلم بخلع المعطف طوال فصل الشتاء طوال النهار في المدرسة.

ثم يحكي بحرقة  عن الإستهزاء الذى لاقاه من زملاءه عندما طلب منه الأستاذ خلع الإسورة الخاصة بالنادي الذي يشجعه، وكيف أصبحوا يطلقوا عليه لقب (طانط) بسبب الإسورة. وتذكرت أيامنا لم نكن نجرؤ على إرتداء أي حلية غير الساعة.

 يقول إنه لم يعد في استطاعته التركيز بالفصل خوفا من صفعة من المعام  لأن أستاذ الجغرافيا يصفع الطلاب المشاغبين. وتذكرت لم قررت ترك المدرسة الخاصة الى الحكومية، فلقد كانت معنا  في الفصل إبنة رئيس المدرسة وإبنة الآذنة. وكنت ألحظ الفرق في المعاملة بين الطالبات، فإبنة رئيس المدرسة كانت المدللة من كل المعلمات ، توجه الأسئلة لها ، ولا أحد يؤاخذها إن لم تعرف الإجابة. ويا ويل إبنة الآذنة إذا أخطأت. ولا أنسى اليوم الذي ضربتها به المعلمة حتى أوقعتها على الأرض. طبعا لا أذكر الخطأ الذي ارتكبته، ولكن مهما كان فهو بالتأكيد لم يكن يستدعي ذلك الضرب المبرح. وربما هذه الحادثة التي جعلتني أقرر الإنتقال الى المدرسة الحكومية.

وبصراحة كان التدريس في مدارس الحكومة تلك الأيام من أحسن ما يكون، وكانت المعلمات من المتفوقات في المدارس والمبتعثات إما لدار المعلمات في رام الله ، أو من خريجات الجامعة السورية في دمشق أو الجامعة الأميريكية في بيروت والقاهرة.

لا يمكن أن تتحسن أوضاع المدارس الحكومية إذا لم  تتغير المناهج وتتحسن أوضاع المعلمين، بزيادة الرواتب  ،  و إعادة تأهيلهم بالمزيد من الدورات الدراسية التي تؤهلهم للتعليم. فليس كل خريج قادر على التعليم. وكما قال مؤسس سنغافورة  لي كوان:"
أنا لم أقم بمعجزة في سنغافورة، أنا قمت بواجبي نحو وطني، فخصصت موارد الدولة للتعليم وغيرت مكانة المعلمين من طبقة بائسة الى أرقى طبقة في سنغافورة، فالمعلم هو من صنع المعجزة".

هذا ويجب  أن تجبر وزارة التربية والتعليم  إدارات المدارس على الإهتمام أكثر بنظافة المدارس ، ولا أرى أي مانع من ان تتشكل لجنة من الآباء والأمهات في كل مدرسة تشرف مع الإدارة على نظافة المدرسة ، وأن يساعد في ذلك الطلاب. إذ في ظل الظروف الراهنة وشح الميزانية ، يجب ان يتساعد المجتمع المدني  مع الحكومة ولا  يجب أن يقتصر دورنا على النقد وتعداد  السيئات .
عزيزي الطالب االحزين من وضعه الحالي، يجب أن تتأقلم على الوضع الحالي،  فمعظم رجالات البلد الذين ,وصلوا أعلى المراكز في الدولة كانوا من خريجي المدارس الحكومية في العصر الذهبي للتعليم والتربية في الأردن . وعدد لا يحصى من المعلمين والمعلمات كان لهم دور كبير في تأسيس الكثير من المدارس في دول الخليج في الخمسينات . ومن المتوقع  أن ترى في العام القادم المزيد من زملائك يرتادون نفس مدرستك هذه مع تردي الأوضاع الإقتصادية والسياسية.

وملاحظة صغيرة عزيزي الطالب ، أؤكد لك إننا في العصر الماضي كان أولاد وبنات المسؤولين يدرسون في المدارس الحكومية. وكان الذي يفشل في الدراسة يرسله أهله/أهلها الى المدارس الخاصة.



Friday, February 26, 2016

السيرة النبوية



السيرة النبوية - 5 - 

خرجت السيدة خديجة  من بيتها لتخبر إبن عمها ورقة بن نوفل بما رأى وسمع محمد، فقال لها:(1 )" قدوس قدوس, والذي نفس ورقة بيده يا خديجة، لقد جاء الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له ليثبت".
وعندما عادت خديجة كان محمدا نائما فإذا به يهتز وثقل تنفسه وبلل العرق جبينه يقوم ليستمع الى الملك يوحي إليه: " (2 )يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر، ولا تمنن نستكثر، ولربك فاصبر".
طلبت خديجة من محمد ان يعود الى النوم ، فقال لها انقضى عهد النوم والراحة فقد أمرني جبريل أن أنذر الناس وأدعوهم الى  الله وعبادته. وكانت أول من آمن به.
وخرج محمد يوما للطواف بالكعبة ولقيه ورقة بن نوفل وقص عليه أمره. فقال له : "والذي نفسي بيده أنك لنبي هذه الأمة"
كيف يدعو أهل مكة لنبذ الحجارة التي اتخذوا منها أصناما يزعمون أنها تغفر لهم، كيف يتركون دين آبائهم ما مصير مدينتهم إذا لم يبق على عبادة الأصنام أحد؟؟؟
انتظر محمد هداية الوحي إلا أنه تأخر عليه هذه المرة ولا تذكر كتب السيرة المدة التي غاب عنه الوحي.
ويقول(3) فضيلة  الأستاذ  الشيخ محمد أبو زهرة: إختلفت الروايات في مدة فترة إنقطاع الوحي، في رواية انها طويلة وأخرى تقول إنها قصيرة. وقيل إنها ثلاث سنوات إلا أن فضيلة الشيخ أبو زهرة يستبعد أن تكون كذلك ، لأنه حسب قوله أن الله تعالى أجل من أن يترك من اصطفاه يتعذب طوال تلك المدة.
 حزن محمد وقد روي أن خديجة قالت له: (4)" ما أرى ربك إلا قد قلاك" وتولاه الخوف واتجه الى حراء يتعبد ويرتفع بكل نفسه ابتغاء وجه ربه يسأله: لم قلاه بعد أن اصطفاه؟؟؟ و قيل: أنه فكر في أن يلقي بنفسه من أعلى حراء أة أبي قبيس"
إلى أن جاءه الوحي بعد طول فتور  "  والضحى.والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى. وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. الم يجدك يتيما فآوى. ووجدك ضالا فهدى. ووجدك عائلا فأغنى. فأما اليتيم فلا تقهر. وأما السائل فلا تنهر. وأما بنعمة ربك فحدث."
بعودة الوحي زالت مخاوف محمد وتولاه الله برحمته.
نقف هنا الى الأسبوع القادم للمزيد من البحث ,,,,,,
(1)حياة محمد، محمد حسين هيكل ص 135
(2)سورة المدثر الآيات من 1-7
(3)خاتم النبيين.الشيخ محمد ابو زهرة. الجزء الأول ص 373
(4) حياة محمد، محمد حسين هيكل ص 138

Wednesday, February 24, 2016

24- 2- 2016



النجومية والواقع 


24 - 2- 2016 

مشواري اليوم كان يضم التريض المشي من أجل الرياضة، والذهاب للمكتبة لشراء ظروف للبريد لأرسل كتاب والدي الى إستاذة في بريطانيا. قررت أن أكمل مشروع الرياضة أولا ثم أتجه الى المكتبة في نهاية المشوار.
الطقس رائع، درجة الحرارة كانت 17 اليوم ، أخذت بعض الصور لشجرة لها زهر أصفر رائع ، وفي طريق العودة رأيت شابة تسير باتجاهي شعرها طويل يغطي آذانها وجزء كبير من جبهتها، وتسير مسرعة
وعندما صرنا متقابلين تماما سمعتها تقول: تشسو تشكاوش أن فوسي... وقفت لأفهم وأدافع عن نفسي لأتبين أنها تحكي بالهاتف المعلقة سماعاته بآذانها.....وكانت تتحدث بلغة شرق أوربية على ما يبدو لأنني لم أفهم ولا كلمة!!!!

وصلت المكتبة وطلبت الظروف وأعطوني إياهم مع حلقة كالدبوس لإغلاق المظروف كما طلبت منهم، لأنه يجب عدم إغلاق المظروف في حال إرسال مطبوعات. لا أفهم لم يجب أن لا أغلقه. وحتى ممنوع أن أضع به ورقة كرسالة مثلا,, بصراحة لا أفهم إن كانت هذه التعليمات ما زالت سارية!!!

قررنا شراء جهاز حاسوب جديد سيحضره أخي غدا، لذلك حاولت نقل كل المعلومات التي على هذا الجهاز الان الى الجهاز الخارجي، لعل الجهاز الجديد لا (يحرد) وكنت قد ذكرت في شاردة سابقة أنني لم أتمكن من الكتابة بعض الأحيان لأن الجهاز كان يرض أن يعمل ويصدر أصوات غريبة جدا.

قرأت مقال في* جريدة العربي الجديد، حول المطرب الفلسطيني محمد عساف ( محبوب العرب)أو كما جاء في المقال "سي السيد"
حيث طلب العساف من خطيبته مذيعة التلفزيون أن تترك عملها، في البداية ربما وافقت، لكنها عادت إلى عملها ضاربة عرض الحائط بطلب العريس.
تقول الكاتبة : (هذا الفتى الأسمر النحيل حائر ما بين بيئة ضيقة نشأ وترعرع فيها، هي بيئة غزة، وبيئة منفتحة إلى أقصى حد، هي بيئة عالم النجومية الذي دخله، ولن يستطيع الخروج منه. ولن يهنأ بزواج ناجح، إن لم يتخل عن الرجل الشرقي الذي يطلب من زوجته أن تترك عملها، لأن لديه من المال ما يزيد ويفيض. وأعتقد أنه ليس من السهل عليه أن يعثر على "أم العيال المستقبلية" التي ترضخ لهذا الواقع، وتنتظر عودة "أبو العيال"، والذي يتحدث عنها بامتنان وتقدير على الهواء مباشرة، ويكنيها باسم أكبر أولاده منها)

الكاتبة محقة ، الحياة تغيرت ولا تقبل الفتيات المتعلمات الآن بعقلية "السي السيد" لا سيما وأن الفتاة التي اختارها العساف هي من أصل فلسطيني لكن والدتها كرواتية، وهي متحررة واثقة من نفسها مقدمة برامج لها جمهورها ومعجبيها.
وتقول الكاتبة إن محبوب العرب حتى ولو تقدم لخطبة فتاة عادية من غزة، لن تحتمل جيوش المعجبات حوله، بل هي التي ستطلب فسخ الخطوبة إن لم تستطع التكيف مع دور زوجة النجم.


غدا سيكون يوم التنظيفات العالمي لذلك يجب أن أقوم مبكرة لأسبق المساعدة وأنهي بعض الأعمال قبل أن تحضر.


*العربي الجديد 24 فبراير/شباط 2016
سما حسن كاتبة وصحفية  فلسطينية تقيم في غزة


Tuesday, February 23, 2016

23- 2- 2016





الإعتدال واجب

23- 2 - 2016

الطقس بارد ماطر من يومين أو ثلاثة أيام والحمدلله لم تنقطع الأمطار، لكن المزعج الضباب الكثيف والذي ممكن أن يؤدي الى كثير من الحوادث بالإضافة الى الآلة الجديدة التي لا يخلو منها جيب مواطن وهي الهاتف المحمول.
لنتحدث اليوم عن إهمال أو عدم التزام ألمواطن بتعليمات السير والقيادة. استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة ممنوع منعا باتا، ولكن 80% أو أكثر من حملة الهواتف النقالة لا (ينزل الهاتف من أيديهم ) خلال القيادة. في الطريق المستقيم (على الكوع ) كما يقول إخواننا اللبنانيين، أو على الدواوير، في النزول في الطلوع ، يد على مقود السيارة والأخرى تحمل الهاتف.
أما إذا أردنا التحدث عن اللقاءات  الإجتماعية التي تتم في البيوت أو الأماكن العامة، والتي يطغى عليها غالبا تبادل النكات أو القصص عبر الهواتف وهم في نفس المكان وكل واحد منهم/منهن عينه على هاتفه.
ناهيك عن التي تزورك وتمضي الجلسة على الهاتف ، تعطي التعليمات لمساعدتها بشأن طبخة اليوم ، أو مع إبنها تقنعه بضرورة إنتظار الأستاذ الخصوصي وإلغاء الذهاب الى المقهى مع أصدقاءة.
أما الطامة الكبرى فهي الأستغراق بالألعاب الإلكترونية  وبعض وسائل التواصل الإجتماعي لساعات بحجة أنهم من جيل التكنولوجيا، والآخرين من جيل أم كلثوم.
أم كلثوم رحمها الله، كانت تغني لأعظم الشعراء، كأحمد شوقي وأحمد رامي وغيرهم  ولأمهر الملحنين، يكفي أن تسمع لها قصيدة كالأطلال أو رباعيات الخيام ,, وتجول معها مع أروع الأشعاروالألحان.
الجيل غير التكنولوجي، كان يقرأ الكتب والقصص ، كان يصل الرحم ويعرف أقرباءه ، كان يأكل مما يطبخ في البيت ولا يعرف ما هو (طلب المأكولات من الخارج) ، كان يسمع التمثيليات من المذياع وكان يذهب الى السينما عندما كان ثمن البطاقة 13 قرش. وكان يبحث عن المعلومة بقراءة  الكتب والمجلات الأدبية والعلمية والفنية ومن خلال الإستماع الى البرامج الثقافية من المذياع. كل هذا بالإضافة الى الإستماع ساعتين في الشهر لحفلة أم كلثوم الشهرية .
ومما هو جدير بالذكر أن عدد كبير من الجيل غير التكنولوجي كان متعدد الثقافات فبالإضافة الى الإستماع الى أم كلثوم كان يردد أغاني (الخنافس) البيتلز و فرانك سيناترا وغيرهم من المطربين الغربيين. 
خلاصة القول، ان الإعتدال واجب، سواء للتكنولوجيين ، او غير التكنولوجيين والله الموفق ,,,,
وللحديث بقية,,,

Sunday, February 21, 2016

21 - 2 - 2016


طموح سيدة من غزة 

21 - 2 - 2016 

اليوم الطقس أبرد من الأيام الربيعية السابقة، غيوم تغطي السماء، لا يوجد طبخ عندنا أكل من الأمس. لكن علينا الخروج لشراء الحاجيات لنا وللجيران.
إيجاد موقف في المول ليس مسألة بسيطة، أحيانا تضطر أختي للدروان عدة مرات في المصف لتحصل على مكان يناسبها، بصراحة أنا لا أدخل المصف الذي تحت الأرض عندما أذهب للمول، أضع سيارتي في المصف الخارجي سواء قي الشتاء او الصيف.
من مدة وأنا أريد الكتابة عن مقابلة رأيتها مع طبيبة عربية مهاجرة الى دولة أوربية من خمسين عاما وكنت أؤجلها لكن اليوم رأيت انه من الضروري كتابتها حتى لا أنساها مع إنني كتبت رؤوس أقلام حتى تبقى في ذاكرتي.
تقول الطبيبة وسأسميها عليمة:
في الستينات غادر زوجها مدينة غزة التي كانت تابعة للحكومة المصرية الى ألمانيا لإستكمال دراسته وقال لها سأرسل لك عندما أهيء المنزل لنا لتلتحقي بي، وكان لديهم ثلاثة أطفال ولد وابنتين.
وفعلا بعد عدة أشهر ارسل لها لتلحقه، طالبا منها أن تترك الأولاد عند والدته لأن الناس هناك لا يحبون فكرة الأولاد في الشقة التي اختارها. وسافرت الى ألمانيا وبعد عدة أشهر قامت حرب حزيران وانقطعت أخبار أهلها وأولادها. الزوج طالب لا يمتلك إلا القليل وهي لم تتم تعليمها ولا تعرف اللغة، فقررت أن تعمل في تنظيف البيوت لتصرف على نفسها وعلى زوجها.  وظلت تحاول الإتصال بأولادها عن طريق الصليب الأحمر الى أن تمكنت  من التأكد بانهم على قيد الحياة وتمكنت من جمع مبلغ من المال استطاعت أن ترسله لإحضار إبنها الذي كان يعاني من مرض خطير وبحاجة لعلاج سريع.
وصل الطفل وبدأ العلاج واستمرت في العمل حتى جمعت المبلغ الذي يمكنها من إحضار إبنتيها.
وفي هذه الأثناء حصلت على وظيفة مساعدة ممرضة في الليل من السابعة مساء حتى السابعة صباحا. وكانت تعود للبيت صباحا تعد الطعام لعائلتها  وترعى شؤون أولادها وبيتها ثم تذهب لدراسة المختبرات الطبية واستمرت على هذا المنوال ثلاث سنوات. الى أن انهت الدراسة وأصبحت تعمل في الفترة الصباحية فقط.
وظل إبنها بتردد على المستشفى بانتظام يأخذ العلاج ، إذ كان بحاجة لتغيير دمه كل أسبوع وعاش حتى بلغ الواحدة والعشرين من عمرة واعتبر الأطباء بقاءه على قيد الحياة لهذه السن معجزة.
 واستمر زوجها يتابع دراسته لمدة ست سنوات وبعد أن أنهى دراسته وبدأ يعمل طبييا قررت هي أنه  قد حان الوقت لتحقق أمنيتها وتتابع دراسة الطب.
وبدأت في  دراسة الطب ولكن بعد الفصل الأول اضطرت للإنفصال عن زوجها لقيامه بعمل مشين لا داعي للخوض به. وبمساعدة أخيها الذي كان يعيش في ألمانيا طلقت زوجها. ثم اكملت دراسة الطب وأصبحت من أشهر الطبيبات في اختصاصها.
وتزوجت بناتها ورأت أنها يجب أن تعمل شيء من أجل بلادها فأسست جمعية تقوم بترتيب لقاءات بين  الطلاب الألمان والعرب من فلسطين واليهود من فلسطين المحتلة ليتعرفوا على القضية الفلسطينية واختارت أن تكون أعمارهم بين 12 – 18 أي قبل أن يذهبوا للتجنيد الإجباري بالنسبة للطلبة اليهود القادمين من فلسطين المحتلة.
في الحقيقة أعجبت جدا بمسيرة هذه المرأة العربية الأصيلة المكافحة والتي صنعت مستقبلها ومستقبل أبنائها ولم تقف عاجزة بعد طلاقها بل واصلت دراستها وأصبحت طبيبة وناشطة مهتمة بقضية بلادها.  


Friday, February 19, 2016

السيرة انبوية




السيرة النبوية - 4 -

فكر عبد المطلب بأنه يجب أن يجد لإبن لأخيه سبيل للرزق فعرض على خديجة بنت خويلد التي  كانت  تستأجر رجالا من قريش لتجارتها، أن تستأجر محمدا على أن تعطيه أربعة بكار . فأجابت :"لو سألت ذلك لبعيد بغيض فعلنا، فكيف وقد سألته لحبيب قريب"
وخرج محمد مع ميسرة غلام خديجة وأحيت هذه الرحلة فيه ذكرى رحلته مع عمه وزادته تأملا وتفكيرا في كل ما رأى وسمع عن العبادات والعقائد بالشام أو الأسواق المحيطة بمكة. واتصل ببصرى بنصرانية الشام وتحدث إلى رهبانها وأحبارها. وعاد محمد الى خديجة بتجارة رابحة . وأخبرها ميسرة بشمائل وجمال نفس محمد. وحدثت أختها وصديقة لها تدعى نفيسة بنت منية عن رغبتها بالزواج من محمد وهي التي رفضت العديد من أشراف قريش. وتم الزواج بحضور أعمام محمد وزوجها عمها عمر بن أسد. لأن والدها كان قد مات قبل حرب الفجار. وكان الصداق عشرين بكرة، وانتقل الى العيش في بيتها. ورزق منها بالقاسم وعبدالله  وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة. إلا أن القاسم وعبدالله ماتا طفلين في الجاهلية.
(أما إبراهيم فهو إبن ماريا القبطية)
وعاش محمد حياة طمأنينة وكان كثير التأمل والتفكير ولا يفضي الى غيره ما يجيش بنفسه من آثار تفكيره وتأمله.
وكان من عادة العرب أن ينقطع مفكروهم للعبادة زمنا في كل عام يدعى التحنث أو التحنف ،  ووجد في غار حراء خير مكان للإنقطاع والتحنث. فكان يقضي شهر رمضان من كل سنة  مع القليل من الزاد ممعنا في التأمل والعبادة.
وفيما هو نائم بالغار يوما جاءه ملك وفي يده صحيفة فقال له: إقرأ ومحمد يجيبه ما  أقرأ ؟
*قال الملك" إقرأ بإسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم  الإنسان ما لم يعلم"  فقرأها وانصرف الملك عنه.
وعاد محمد الى البيت  وحدث خديحة بما  رأى وقالت له :" أبشر يا بن عم واثبت، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.والله لا يخزيك أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقوي الضعيف وتعين على نوائب الحق".
وفي** السيرة النبوية لإبن هشام عن أبن إسحق:
 أن ميسرة أخبر خديجة عن أخلاق محمد ، وقال لها أنه نزل قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فسأل الراهب ميسرة من هذا الرجل، فأجابه أنه رجل من قريش من أهل الحرم . فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي.
يقول إبن إسحق:  أن خديجة عرضت على محمد الزواج من غير وساطة ويذهب غيره الى أنها طلبت من نفيسة بنت منية أن تسأله.
* حياة محمد، محمد حسين هيكل ص 133
**السيرة النبوية، إبن هشام . الجزء الأول ، ص 199

Thursday, February 18, 2016

18 - 2 - 2016




الحمية وتعدد الأصناف 

18 - 2 - 2016



اليوم الخميس يوم التنظيف العالمي ، حيث ستحضر المساعدة لتساعدنا. وفي الحقيقة كل مرة في مثل هذا اليوم نقرر أننا نريد الإنتقال لشقة مكونة من غرفتي نوم ومطبخ وغرفة جلوس وحمامين فقط.
لكن أين نجد مثل هذه الشقة دون 10 -12 عائلة تشاركنا في الدرج والكراج والحديقة والبواب ومن سيصلح العطل الناتج عن الأمطار أو تسريب المياه من الحمام في الطابق الأعلى، ومن سيسكت كلب الجيران، أو يقنع الساكنة في الطابق العلوي أن تسير بحنان ولا "تطربق "رؤوسنا بالكعب العالي، أو بجر الأثاث في منتصف الليل.
قصص طويلة يعاني منها الكثير من أصدقائنا الساكنين في الشقق، تجعلنا نوقف البحث عن شقة ونرضى بما قسم الله لنا.
اليوم قررت أنني لا أريد أن اتناول العديد من الأطعمة لأنني منذ أن استيقظت شعرت بتلبك في المعدة، لذلك قررت سلق كمية من البطاطا على أساس أن أتناولها مع قليل من اللبن.
جاءت أختي تزورنا في الصباح وقالت سأرسل لكم فول بالزيت، من الفول الأخضر الجديد. جاء موعد الغذاء وأعددت البطاطا ووصل الفول والأرز والفاصوليا الخضراء بالبندورة,
نظرت الى الفول وقلت لأختي يجب أن أتذوق الفول حتى إذا سألتني أختي عن رأيي في الفول، وضعت الفول وفوقه اللبن وبدأت أتذوق الكمية الأولى ، ثم وضعت كمية أخرى وما زلت أتذوق. ثم قلت يجب أن أجرب الفاصوليا حتى إذا سألتني أختي أجيبها بصراحة. أكلت كمية من الفاصوليا والأرز، ثم قلت لسحر الآن سأتناول ألبطاطا حتى أتخلص كليا من تلبك المعدة.
بعد مشواري في المساء مررت ببيت أخي لأصور زهر التفاح ووفقني الله بنحلة ترشق رحيق الزهرة وتمكنت من تصويرها قبل أن تطير أو تقرصني.
جاء وقت العشاء وقلت لأختي سحر أريد أن آكل شيء أحبه لأن غذائي كان بطاطا مسلوقة,,, ضحكنا  وقالت ما رأيك بالبسطيلة (أكلة مغربية) فاخرة قلت طبعا طبعا.
أخرجت بعض القطع من المجمد وبدأت في تسخينها وقبل أن نبدأ في الأكل بدقائق رن جرس الباب وإذا بأخي يحضر لنا كنافة!!!!
وهكذا أكلنا البسطيلة مع اللوز والدجاج والسكر ، ثم الكنافة وراحت حمية البطاطا "على الفاضي",,,,,,

Wednesday, February 17, 2016

15، 16 ، 17 -2016




15، 16 ، 17 -2 - 2016 


نحب ونكره بلحظة



لم أكتب خلال الأيام الثلاثة الماضية وبهذا تأكدت أني لا يمكن أن أكون مثل فهد الفانك الذي لا يتأخر ولا يوم عن عموده اليومي بالرأي. أطال الله في عمره وأعطاه الصحة.
الأيام تمر ولا أذكر منها الا الجلي ، فعلا غريب أمر حياتنا كلها تدورا حول  الأكل والتنظيف، الحمدلله أنني بدأت  امشي يوميا ما عدا الأيام التي أكون بها غير قادرة عن الوقوف ، فأمس قررت أن أكوي ثم أمسح الغبرة وبهذا لم أستطع الخروج في مشواري اليومي.
المضحك أننا لم نطبخ من حوالي خمسة أيام ، لكن الشغل في البيت لا ينتهي. على كل لنترك هذه الأحاديث المملة ونرى ماذا يحصل حولنا.
أمس انتقل الى رحمة الله الدكتور بطرس بطرس غالى ( 14 نوفمبر 1922 - 16 فبراير 2016 ). سياسي ودبلوماسي مصري شغل عددا من المناصب في مصر وكان الأمين العام السادس  للأمم المتحدة من 1992-1996.وكان قد رشح نفسه مرة أخرى لنفس المنصب الآ أن الولايات المتحدة عارضت ترشيحة.
وشغل في العام 1997- 2002 منصب الأمين العان لمنظمة الدول الفرانكوفونية.
وبعد وفاة الدكتور بطرس بيوم واحد انتقل الى رحمته تعالى الصحفي اللامع محمد حسنين هيكل (23 سبتمبر 1923 – 17 فبارير 2016  ) وكان له قدرة عجيبة على حفظ الأحداث وسردها.. ولقد قرأت في وسائل التواصل الإحتماعي بعض آراء الناس حوله، وأكثرهم امتدح معرفته الواسعة بالأحداث العالمية والعربية، والبعض قال انه كان يحترمه ويقدره إلا أنه عندما سرد بعض الأحداث حول أحد الشخصيات العربية والتي انتقلت الى الرفيق الأعلى أصبحوا يحتقرونه.
كعادتنا نحن في هذه المنطقة نحب ونكره بلحظة، ونتأثر بهفوة  واحدة وننسى كل الحسنات.

للصحفي والسيناريست ** بلال فضل مقالات رائعة في جريدة العربي االجديد  قسم منها تحت عنوان( إنهم يكتبونني) ويستعرض بها عبارات  من كتب أو مقالات لكتاب مشهورين يقول في مقال اليوم :

(ليس كل الكتاب العظماء أو البارزين متمردين، بل معظم الكتاب، في الحقيقة، في تناغم مبدئي مع ما يعدونه الثقافة السائدة... كما قال أورويل عن سلفادور دالي: من الممكن أن يكون المرء شخصاً مقرفاً ورساماً عظيما في آن واحد. وهكذا كان دالي. لذلك، يمكنك أن تكون مستشرقا إمبريالياً وكاتباً عظيماً في الوقت ذاته، راسكين مثلا كان عنصرياً، ورغم تأثيره في أناس مثل غاندي وتولستوي، إلا أنه كان إمبريالياً متمرساً وكان يعتقد فعلاً أن على إنجلترا أن تستعمر العالم، وقال ذلك علنا" إدوارد سعيد من كتاب "السلطة والسياسة والثقافة" ـ ترجمة نائلة مجازي ).
**
ولقد قرأت له مقال يتحدث عن أحد الكتاب الأتراك واسمه عزيز نيسين والذي انتقل الى رحمة الله عام 1995 وكان قد وصى أن لا يعرف أحد مكان دفنه وقال أن من يريد زيارة قبره أن يقرأ الفاتحة على آلته الكاتبة التي قضى عليها وقتا أطول من الذي قضاه في قبره.

ويحكي الأستاذ فضل عن دفاع نيسين عن سلمان رشدي بعد أن أهدر دمه إثر صدور كتابة آيات شيطانية ويقول

:" موقفنا جميعا كعرب ومسلمين إبان هوجة (آيات شيطانية) التي لم تجلب لنا شيئا سوى وصمنا بعار أننا أمة تقف ضد كاتب أعزل لا يمتلك إلا قلمه، مع أنه كان ينبغي أن نؤمن أن ديننا أكبر بكثير من أن تهزّه رواية أو رسوم أو أفلام أو قصائد، خصوصاً وقد أدى هجومنا على سلمان رشدي إلى ارتفاع مبيعاته إلى مئات الآلاف من النسخ، منذ موقف الخميني ضده. وأوقن أننا لو كنا قد تركناه يمضي بما كتب، لما صوّرنا أنفسنا للعالم بتلك الصورة المزرية، بوصفنا أناسا نقتل من يتطاول على مقدساتنا، مع أن ديننا لا يأمر بذلك أبداً، بل على العكس يكفل حرية من يكفر به، تماما كما يكفل حرية من يؤمن به."
وينصحنا الكاتب فضل بقراءة كتب نيسين وخاصة سيرة حياته وسأبدأ البحث عنها وهي من ترجمة محمد مولود فاقي.
والى الغد بإذن الله....

*العربي الجديد 17 فبراير 2016
** العربي الجديد 21 ديسمبر 2015
الصورة من مشواري اليوم


Sunday, February 14, 2016

12 ، 13 ، 14 - 2 - 2016



يخالفون ويريدون إصدار عفو


12، 13 ، 14 - 2 -  2016 


الطقس رائع ، شمس مشرقة مع هذا لم أخرج إلا لإحضار الجريدة من الصندوق في الحديقة، كان يجب أن أخرج لأمشي بعد الظهر، لكن كان هناك برنامج عن هجرة اللآجئين إلى أوربا وقررت أن أراه وأؤجل المشوار.
اليوم عيد فالنتاين، والورود الحمراء زاد سعرها للضعف، حيث صدفة ذهبنا لشراء الأزهار أمس وسرحت بين الأزهار أصور كل ما أقدر عليه، مع أن الوقت كان بعد السادسة مساء وغير مناسب للتصوير.
أمس كان يوم التنظيف العالمي، فسارعت قبل أن تأتي المساعدة – بعكس كل الناس- الى إتمام غسيل فناجين قهوة الصباح وتنظيف المغاسل في الحمامات حتى لا أضطر الى الخوف أي فوطة أو ليفة إستعملت والمهم أنه كان يوم النظافة العالمي، ولم يكن هناك حاجة للطبخ لأنه كان لدينا بقايا من اليوم السابق.
غذائي لليوم  أرسلته لي شقيقتي، وكنت قد خططت أن لا أطبخ أي شيء اليوم لأن شقيقتي  الثانية ستخرج مع صديقاتها لتناول الغذاء في أحد المطاعم ، ولن أطبخ لشخص واحد حتى ولو كان أنا.
لن أتحدث عن برنامج المهاجرين الذي رأيته والذي يحكي عن هجرة السوريين ، الأفغان والأرتريين والمصائب التي يواجهونها  والتي صوروها لتوثيق الرحلة الرهيبة، وسأتكلم فيما بعد عن البرنامج.
قرأت اليوم مقال في جريدة الغد يتحدث فيه *الكاتب عن ما آل إليه الربيع العربي من خراب وتدميرولا يتفق مع الذين  يتوقعون بناء على التجربة الأوربية  أن ما بعد الدمار الراهن سيكون هناك بناء وتعمير. وذلك على حد قوله:  بأن ثورات عصر التنوير الأوربية رافقها ظهور**"أطر تنظيمية  لمفكرين وفلاسفة شكلت أسسا لتحرك الشعوب" ووفر فلاسفة عظماء  مثل جان جاك روسو وفولتير وغيرهم "المرجعية الفكرية لثورات الحرية الأوربية" وأين هؤلاء العلماء من أفكار قطع الرؤوس وإرهاب العقول ألخ ....
لنعود الآن إلى ***خبر عجيب قرأته اليوم أيضا يقول إن 22 نائبا من مجلس الأمة طالبوا رئيس مجلس النواب الإلتماس من جلالة الملك أصدار عفو خاص عن مخالفات السير.
أصلا لماذا يخالفون السير باديء ذي بديء؟؟؟ يخالفون ويريدون إصدار عفو عن المخالفين ؟؟ والله لم أفهمها !!!
والى حديث آخر في الغد أن شاء الله
*أيمن الصفدي
** جريدة الغد 14 شباط 2016  2016
** خبرني 14 شباط 2016

Friday, February 12, 2016

السيرة النبوية






  السيرة النبوية  - 3 - 


يقول الكاتب  محمد حسين هيكل ، ان محمد (صلعم) حين رافق عمه الى الشام رأى الحدائق الغناء والتي*" تبدت له جنات الى جانب جذب الصحراء المقفرة والجبال الجرداء حول مكة". وعرف عن الروم وكتابهم ومناوأة الفرس من عباد النار لهم. ومع أنه أنه كان في الثانية عشرة من عمره إلا أن رجحان عقله ودقة ملاحظته وقوة ذاكرته جعلته ينظر الى ما حوله ومن حوله نظرة الفاحص المحقق ولا يقنع بكل ما يسمع ويرى ويتسائل بينه وبين نفسه" أين الحق في كل هذا."
و لم تكن تجارة أبي طالب مربحة ، فقنع بحظه ولم يقم بأي رحلة أخرى. وظل محمد (صلعم) مع عمه يخرج مع أهله الى الأسواق المجاورة في الأشهر الحرم ، كسوق عكاظ ويستمع لأصحاب المعلقات والمذهبات. والى خطب اليهود والنصارى ودعواتهم الى ما يعتقدونه الحق.
وشارك في حمل السلاح في حرب الفجار. وسميت حرب الفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم. إذ كان النعمان بن المنذر يريد إرسال قافلة من الحيرة الى عكاظ، فعرض البراص بن قيس الكناني أن يقود القافلة، وعرض عروة الهوازني نفسه كذلك. فاختار النعمان عروة. فغضب البراص وتبعه وقتله وأخذ القافلة.
فقامت هوازن تأخذ بثأرها من قريش واقتتلوا ، واستمرت الحرب أربعة أعوام . ولكن الحرب لم تكن تستغرق إلا أياما من كل عام. وكان العرب يعودون إلى أعمالهم وتجارتهم ولهوهم دون أن تترك الحرب في نفوسهم المرارة. ويقال أن مشاركة محمد (صلعم) كانت بجمع السهام. وفي رواية أخرى وبما أن الحرب استمرت اربعة أعوام فمن الممكن أن يكون قد شارك في رمي السهام في العام الرابع بعد أن بلغ العشرين.
وفي كتاب الأغاني ** أن محمد (صلعم )شهد الحرب وكان يناول أعمامه النبال وله اربع عشرة سنة حسب قول أبو عبيدة. وقال غيره بل شهدها وهو إبن ثمان وعشرين سنة.
وشعرت قريش بعد حرب الفجار أنها أصبحت مطمع العرب بالإضافة الى موت هاشم وعبدالمطلب. فاجتمعن بنو هاشم وزهرة ، وتيم في دار عبدالله بن جدعان وتعاهدوا ليكونن مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه. وقد حضر محمد (صلعم) هذا الحلف الذي سمي حلف الفضول.
وسنتابع في الأسبوع القادم تجارة محمد (صلعم) مع خديجة بنت خويلد ثم زواجهما.


* حياة محمد، محمد حسين هيكل ص 115
** كتاب الأغاني ، أبي الفرج الأصفهاني . الجزء 19 ص 75 

Thursday, February 11, 2016

10، 11- 2 - 2016






إنقاذ مجلة العربي وحكايات أخرى 

10، 11- 2 -2016 

فجأة بعد أن كنا شبه عاطلين عن الأعمال المنزلية، أصبحنا نقضي معظم الصباح بالأعمال المنزلية. إتصلت قريبة لنا تريد زيارتنا. فقلنا الواجب أن نقوم بتنظيف البيت ومسح الغبرة وتكنيس السجادة, وهكذا صار ولم أشعر أن الأمر صعب أو غير محتمل يل كنت أعمل من كل قلبي. وأحضرت أختي بعض الحلويات من الخارج وهذه أول مرة لا نقوم بإعداد الحلويات بالبيت.
ومرت الزيارة بكل سلام وأمان وأحب الضيوف الحلويات التي أحضرناها وذكرتنا إحداهن بالحلويات التي أحضرتها لنا من سنة ، ربع قالب كيك وعدنا شكرناها عليه للمرة الألف وكدنا  أن نقول لها  أن طعمته ما زالت تحت اسناننا.
علما بأنه كانت عادة والدتي رحمها الله كلما أرادت زيارة بعض الأقارب، أن تقوم بإعداد شيء من صنعها ، وظلت على هذه العادة الى أن تعلمت أنا صنع الحلويات وأخذت وظيفتها – فصارت تأمرني بلطف  بعمل أي نوع من الحلويات عندما تقرر الزيارة.
اليوم قرأت مقال لكاتبة كويتية تنادي بإنقاذ مجلة العربي، وتفاجأت لأنني كنت أظن أن المجلة ما زالت بنفس المستوى لأنني لم أعد أقرأها.
فقد كان والدي رحمه الله من أشد المعجبين بها وكانوا قد نشروا لع عدد من مقالاته على مر السنين، وأذكر أنني مرة ربحت جائزة من المجلة بعد أن أجبت على المسابقة الشهرية  (طبعا بمساعدة والدي رحمه الله) وكانت الجائزة خمسة جنيهات إسترلينية. وفرحت بها جدا وكان هذا عام 1966 أو 1967 وأرسلوا لى المبلغ الى بريطانيا حيث كنا نسكن. والحقيقة لا أذكر ماذا فعلت بالمبلغ لكن سوف أراجع المجلات في العامين المذكورين ومذكراتي في تلك السنة لعلني كتبت ماذا فعلت بالمبلغ.
تقول الكاتبة إن عدد الصفحات بدأ بالتقلص، ولم تعد هناك استطلاعات كالسابق ، علما بأن المجلة بدأت بالصدور عام 1958 وظلت مستمرة  حتى خلال فترة إحتلال الكويت. ولقد بقيت أجمع الأعداد وأجلدهم بنفس اللون الأحمر الذي أختاره والدي منذ أن بدأت المجلة بالصدور الى فترة أحتلال الكويت .
والى يوم آخر يإذن الله,,,,
ملاحظة وضعت صورة حلوى فقط لئلا ننسى ربع قالب الحلوى الذي أحضرته لنا قريبتنا

Tuesday, February 9, 2016

8 ،9 - 2 - 2016





البريد السريع : بطيء 

8 ،9 -2 - 2016 


السماء غائمة لكن دون مطر، في إنتظار البريد السريع ، أكلت التمر واللبن وقرأت الجريدة وشربت القهوة وصارت الساعة 12 ظهرا ولم يأت بعد، قالت لي أختي إذهبي للبنك وأنا سأنتظره. ذهبت ورجعت ولم يحضر. صار دورها الذهاب لشراء بعض الحاجيات والساعة الآن الثانية والثلث ولم يأت. ونحن يجب أن نخرج من البيت في الرابعة لعزاء قريبة لنا إنتقلت الى رحمة الله.
كلمت شقيقتي المصابة بالزكام أسأل إن كانت تقدر على الذهاب معنا للعزاء، فردت المساعدة : "مدام في المول".
كلمتها قبل قليل لأسأل عن صحتها فقالت أحسن لذلك خرجت، فقلت لها نرريد الذهاب للعزاء في الرابعة.. صمتت وقالت آه لا أدري,,, أين بيتهم بعيد كما سمعت ؟؟ قلت لها نعم في طبربور ,,, للمول طبعا ركضت لكن للعزاء قالت آه لا أدري. ثم قلت لها هل ستذهبين للعشاء الليلة فقالت نعم نعم سأذهب...
فقلت لها إذن ليس من الضروري خروجك ثلاث مرات وأنت مريضة سنذهب وحدنا للعزاء . ثم سألتني هل يوجد عندكم أكل؟؟ يعني كأنها تزودنا بالطعام يوميا !!  قلت لها نعم نعم عندنا.
بمناسبة عيد ميلاد أختي سنأكل بسطيلة وهي من أرقى المأكولات المغربية وألذها.
لن أكمل الكتابة إلا بعد الرجوع من العزاء والعشاء في المساء بإذن .
انتظرت طوال الصباح أن يأتي موظف البريد السريع ولم يأت، فكرت أن العزاء لا يمكن أن  نتأخر عنه والبريد  يجب أن يصل لأصحابه بأسرع وقت. فاتصلت بالشركة وأخذوا المعلومات وقالوا لم يخبرنا أحد بأخذ البريد من عندك، لذلك سنحضر غدا صباحا. استرحت نفسيا وأخبرت أصحاب البريد قالوا : لا سيأتي الموظف في اليوم لأننا كلمناهم  الآن. قلت لا بأس سأبعث البريد للجيران وهم سيعطوا المندوب الجوازات وهكذا صار.
كان الوصول الى مكان العزاء صعب جدا، لأننا كلما سألنا أحد كان يعطينا إرشادات تلغي الإرشادات الأولى، حتى أن أحد الذين سألناهم أصر أن يدعونا الى منزله لتناول الشاي ظانا أننا شركس مثله، إعتذرنا منه  ثم أخيرا وصلنا وقدمنا واجب العزاء والحمدلله كانت طريق العودة أسهل طبعا.
عدت للبيت ولم يتصل مندوب البريد وهذا يعني أنه لن يأت الا في الغد.
كان العشاء ممتاز هندي أصيل والمجموعة كانت رائعة وبمناسبة عيد ميلاد أختي، عندما عدنا للبيت كان البيت بارد وجلست أحاول المكتابة ، لكن شعرت أنني لن أتمكن فذهبت للنوم رأسا بعد أن شربت كوبا من اليانسون الحار.
في الرابعة صباحا، سمعت أصوات غريبة تصدر من تلفوني، أخذت التلفون وإذا بها مكالمة على الفيس بوك من سونا. نعم نعم كيف حالك ، كيف أمك ؟؟ قالت مدام لا تغيير . قلت لها نحن في الليل الآن كلميني بعد أربع ساعات.
قالت :آه مدام مسيت (تقصد نسيت) هي كانت تتحدث طوال النهار مع أهلها وتعرف أن هناك فرق 5 ساعات بيننا وبين  الفلبين ومع هذا ايقظتني من عز النوم.
عدت الى النوم وفي التاسعة رن التلفون ، جاء مندوب البريد يريد أخذ الجوازات. يا إلهي، قلت له انتظر 5 دقائق أريد أن أكلم الجيران لأحضر الجوازات من عندهم وهكذا صار. أعطيته الجوازات وأخذ إسمي ورقم تلفوني ثم طلب عنوان المرسل إليه... نعم قلت له ، العنوان مفروض معكم,, قال لا. تذكرت أنهم أرسلوا لي من دبي صورة عن الطرد لتتبعه. فتحت التلفون ووجدت العنوان عليها، أعطيته العنوان وانتهت قصة إرسال الجوازات.    
 أمس ظهرت نتائج التوجيهي، وضجت البلد كالعادة بأصوات أبواق السيارات وضرب النار، زكأن هذه الأشياء غير ممنوعة. والذي أعجبني بقصص التوجيهي هو نجاح طالبة بمعدل عال حوالي 96  تعاني من سرطان الدم، وتقول إنها كانت تتوقع معدلا أعلى إلا أن صعوبة العلاج والذهاب من وإلى المستشفى وقاعات الإمتحان أثر على نتيجتها. ونجح أيضا عدد من مرضى مركز الحسين للسرطان بالتوجيهي. الله يشفيهم يا رب.
وقصة طالب عرض 7 أرقام جلوس له، أي أنه ظل يتقدم لإمتحان التوجيهي حتى نجح أخيرا. مثابرة رائعة بالفعل. وللأسف هناك عدد كبير من المدارس لم ينجح منها أحد

Sunday, February 7, 2016

7-2- 2016



تناسخ المهام -- مع الإعتذار من مصطلح تناسخ الأرواح 



7 -2- 2016 

غيوم سوداء ، أمطارمن دون توقف  وضباب كثيف.  بالفعل لم تتوقف الأمطار طوال الليل وأثناء النهار، وبصراحة لم أنم إلا بعد صلاة الصبح. في التاسعة جاء السائق لأخذ جوازات سفر أولاد إبنة أختي لتجديدهم وكنت خائفة أن لا أسمع جرس الباب، لذلك قمت في الثامنة والنصف فتحت الأباجورات في المطبخ والصالون وفتحت الأضواء .
الغذاء اليوم من المجمد، وحساء من الأمس. ومع هذا تكوم الجلي وقررت أن انهي العمل في المطبخ قبل شرب القهوة. ومن المفروض أن يأتي مندوب شركة الشحن  السريع لأخذ الجوازات صباح الغد.
أفكر أنني أحسنت صنعا بنقل الحديث عن الكتب الى باب خاص به هو: كتاب من مكتبة الشيخ.  
اليوم زارتنا سماء حفيدة أخي وأحضرت لنا هذه الصورة التي رسمتها لنا خصيصا لذلك قررت أن تكون صورة اليوم لأنها أجمل من كل الأزهار.

اعترفنا اليوم إننا نسخة أخرى عن والدتنا رحمها الله  فكانت ترفض أكل المطاعم، وكانت حريصة على أن لا يمس أحد أشيائها وبالأخص حمامها الذي كانت تحرص على تنظيفه بنفسها وكانت دائمة القول لا أثق بأن أي أحد يمكن أن ينظف مثلي- وعندما كنت أشكوها لأطبائها بأنها تتعب نفسها، كانوا يقولون لي بالعكس في الحركة بركة وطالما باستطاعتها الحركة فلا تمنعوها.

قرأت اليوم مقال عن بعض العائلات التي تقرر ترك الشغل والبيت ومدارس الأطفال وتنتقل الى بلد آخر، فقال أحدهم أنه قرر بالإتفاق مع زوجته الإنتقال لمدة سنة الى البرتغال، وأضاف  بان ولدية أتقنوا اللغة البرتغالية خلال 4-5 أشهر. وقال :"كانت فرصة للإستمتاع بحياة جديدة، وأنواع مختلفة من المأكولات ومغامرة أغنتنا ثقافيا وإجتماعيا."وهناك قصص كثيرة  مثلا عائلة قررت العيش في موريتانيا وأخرى في الشرق الأوسط وعائلة ثانية اختارت الصين.
في الحقيقة نحن لا نملك حب المغامرة ولا نترك البلد إلا بعد أن نكون قد حجزنا في فندق معروف ودرسنا الأماكن التي ممكن أن نتناول بها الطعام الخ......




السيرة النبوية





السيرة النبوية -2-

تابعت القراءة بالسيرة ولم أكتف بكتاب محمد حسين هيكل، لا شعوريا اتجهت للرف الذي يحتوي كتب السيرة وبدأت أقرأ في مختصر سيرة الرسول / الشيخ عبدالله بن الشيخ عبد الوهاب     لكن وجدته معقد. أخذت كتاب السيرة النبوية/أبي الحسن علي الحسني الندوي  ، مختصر ومكتوب بطريقة سهلة جدا . ثم انتقلت الى السيرة النبوية لإبن هشام وهو من جزأين. الحقيقة أنه يطول كثيرا في السرد لكنه جامع لكثير من الأحداث التي رافقت السيرة فهو مثلا يسرد كل الأشعار التي قيلت في رثاء عبدالمطلببعد وفاته وهو بصراحة لا بد من قراءته كاملا فيما بعد أيضا.وراجعت كتاب خاتم النبيينتأليف الشيخ محمد أبو زهرة.
وحاولت أن أبحث في حادث خطف محمد وهو إبن سنتين  من قبل رجلين عليهما  ثياب بيض  وشق صدره. وتم ذكر الحادثة في كل السير. إلا أن هيكل قال:" لا يطمئن المستشرقون ولا يطمئن جماعة من المسلمين الى قصة الملكين هذه ويرونها ضعيفة السند" "فالذي رأى الرجلين في رواية كتاب السيرة إنما هو طفل لا يزيد على سنتين إلا قليلا. "ولعل آخرين يقولون، إنه لم يكن في حاجة الى من يشق بطنه أو صدره مادام الله قد أعده من يوم خلقه لتلقي رسالتة.
ويقول الشيخ  **محمد أبو زهرة :"ونحن نرى أن الأخبار بالنسبة لشق الصدرلا تخلو من إضطراب".
لنعود الآن الى السيرة ، عندما بلغ الخامسة من عمره أعادته حليمة الى أمه ويقال أنها فقدته وهي في طريق العودة، فأخبرت عبد المطلب أنه ضاع منها بأعلى مكة، فأرسل من يبحث عنه. ويقال أن الذي أعاده هو ورقة بن نوفل. وعاش مع عبدالمطلب الذي عطف عليه كثيرا، وزاد في حبه وإعزازه له وفاة والدته آمنه بعد أن اصطحبته لرؤية البيت الذي مات به والده في المدينة وتوفاها الله في طريق العودة الى مكة.
لكن جده انتقل الى الرفيق الأعلى ومحمد ما يزال في الثامنة وحزن لموت جده كما حزن لموت أمه، وآلت كفالته إلى عمه أبي طالب، الذي أحبه حتى كان يقدمه على أبنائه.
واصطحبه في تجارة له الى الشام بناء على رغبة محمد في مرافقته، ولما وصلت القافلة بصرى جنوب الشام التقى بالراهب بحيرى ويقال انه طلب من  أهله" أن لا يذهبوا به الى بلاد الشام خوفا عليه من اليهود."
وسوف نتابع الحديث في السيرة يوم الجمعة القادم بإذن الله .

* حياة محمد، محمد حسين هيكل ص 112
**خاتم النبيين، الشيخ محمد ابو زهرة ز صفحة 154