Wednesday, February 17, 2016

15، 16 ، 17 -2016




15، 16 ، 17 -2 - 2016 


نحب ونكره بلحظة



لم أكتب خلال الأيام الثلاثة الماضية وبهذا تأكدت أني لا يمكن أن أكون مثل فهد الفانك الذي لا يتأخر ولا يوم عن عموده اليومي بالرأي. أطال الله في عمره وأعطاه الصحة.
الأيام تمر ولا أذكر منها الا الجلي ، فعلا غريب أمر حياتنا كلها تدورا حول  الأكل والتنظيف، الحمدلله أنني بدأت  امشي يوميا ما عدا الأيام التي أكون بها غير قادرة عن الوقوف ، فأمس قررت أن أكوي ثم أمسح الغبرة وبهذا لم أستطع الخروج في مشواري اليومي.
المضحك أننا لم نطبخ من حوالي خمسة أيام ، لكن الشغل في البيت لا ينتهي. على كل لنترك هذه الأحاديث المملة ونرى ماذا يحصل حولنا.
أمس انتقل الى رحمة الله الدكتور بطرس بطرس غالى ( 14 نوفمبر 1922 - 16 فبراير 2016 ). سياسي ودبلوماسي مصري شغل عددا من المناصب في مصر وكان الأمين العام السادس  للأمم المتحدة من 1992-1996.وكان قد رشح نفسه مرة أخرى لنفس المنصب الآ أن الولايات المتحدة عارضت ترشيحة.
وشغل في العام 1997- 2002 منصب الأمين العان لمنظمة الدول الفرانكوفونية.
وبعد وفاة الدكتور بطرس بيوم واحد انتقل الى رحمته تعالى الصحفي اللامع محمد حسنين هيكل (23 سبتمبر 1923 – 17 فبارير 2016  ) وكان له قدرة عجيبة على حفظ الأحداث وسردها.. ولقد قرأت في وسائل التواصل الإحتماعي بعض آراء الناس حوله، وأكثرهم امتدح معرفته الواسعة بالأحداث العالمية والعربية، والبعض قال انه كان يحترمه ويقدره إلا أنه عندما سرد بعض الأحداث حول أحد الشخصيات العربية والتي انتقلت الى الرفيق الأعلى أصبحوا يحتقرونه.
كعادتنا نحن في هذه المنطقة نحب ونكره بلحظة، ونتأثر بهفوة  واحدة وننسى كل الحسنات.

للصحفي والسيناريست ** بلال فضل مقالات رائعة في جريدة العربي االجديد  قسم منها تحت عنوان( إنهم يكتبونني) ويستعرض بها عبارات  من كتب أو مقالات لكتاب مشهورين يقول في مقال اليوم :

(ليس كل الكتاب العظماء أو البارزين متمردين، بل معظم الكتاب، في الحقيقة، في تناغم مبدئي مع ما يعدونه الثقافة السائدة... كما قال أورويل عن سلفادور دالي: من الممكن أن يكون المرء شخصاً مقرفاً ورساماً عظيما في آن واحد. وهكذا كان دالي. لذلك، يمكنك أن تكون مستشرقا إمبريالياً وكاتباً عظيماً في الوقت ذاته، راسكين مثلا كان عنصرياً، ورغم تأثيره في أناس مثل غاندي وتولستوي، إلا أنه كان إمبريالياً متمرساً وكان يعتقد فعلاً أن على إنجلترا أن تستعمر العالم، وقال ذلك علنا" إدوارد سعيد من كتاب "السلطة والسياسة والثقافة" ـ ترجمة نائلة مجازي ).
**
ولقد قرأت له مقال يتحدث عن أحد الكتاب الأتراك واسمه عزيز نيسين والذي انتقل الى رحمة الله عام 1995 وكان قد وصى أن لا يعرف أحد مكان دفنه وقال أن من يريد زيارة قبره أن يقرأ الفاتحة على آلته الكاتبة التي قضى عليها وقتا أطول من الذي قضاه في قبره.

ويحكي الأستاذ فضل عن دفاع نيسين عن سلمان رشدي بعد أن أهدر دمه إثر صدور كتابة آيات شيطانية ويقول

:" موقفنا جميعا كعرب ومسلمين إبان هوجة (آيات شيطانية) التي لم تجلب لنا شيئا سوى وصمنا بعار أننا أمة تقف ضد كاتب أعزل لا يمتلك إلا قلمه، مع أنه كان ينبغي أن نؤمن أن ديننا أكبر بكثير من أن تهزّه رواية أو رسوم أو أفلام أو قصائد، خصوصاً وقد أدى هجومنا على سلمان رشدي إلى ارتفاع مبيعاته إلى مئات الآلاف من النسخ، منذ موقف الخميني ضده. وأوقن أننا لو كنا قد تركناه يمضي بما كتب، لما صوّرنا أنفسنا للعالم بتلك الصورة المزرية، بوصفنا أناسا نقتل من يتطاول على مقدساتنا، مع أن ديننا لا يأمر بذلك أبداً، بل على العكس يكفل حرية من يكفر به، تماما كما يكفل حرية من يؤمن به."
وينصحنا الكاتب فضل بقراءة كتب نيسين وخاصة سيرة حياته وسأبدأ البحث عنها وهي من ترجمة محمد مولود فاقي.
والى الغد بإذن الله....

*العربي الجديد 17 فبراير 2016
** العربي الجديد 21 ديسمبر 2015
الصورة من مشواري اليوم


No comments:

Post a Comment