Friday, June 22, 2012

من قصص المستشفى 24 أيار 2012




من قصص المستشفى 24  أيار 2012

شاءت الظروف هذا الشهر أن نقضي قدرا كبيرا منه في مستشفيات عمان نظرا للعملية الجراحية التى أجرتها والدتي نتيجة وقوعها في منتصف الليل وكسر عظمة الفخد. العملية كانت ناجحة بحمد الله ورعايتة لكن بعض المضاعفات الأخرى أجبرتها على العودة الى المستشفى مرة أخرى في الأسبوع الماضي لإنخفاض الأملاح والدم عندها وتم رفع الدم بجهود وكرم العائلة الممتدة أما الأملاح فكانت المعضلة التي استدعت عودتها للمرة الثالثة للمستشفى .
لم تتوفر غرفة بنفس المستشفى الذي اعتدنا عليه وعلى جميع مرافقه وربطتنا بمعظم العاملين به ألفة ومحبة ، فاضطررنا للذهاب  الى مستشفى آخر، وهناك شعرنا بالغربة بالبداية وحاولنا قدر المستطاع التأقلم ولكن ظل هناك حنين للصداقات التي بنيناها هناك وأمل بأن تكون إقامتنا قصيرة وأن تشفى والدتي سريعا وتنتهي علاقتنا بالمستشفيات والأمراض. ومن القصص اللطيفة التي جرت معنا هي قصة إفطار أمي .

الفطور المشهود

في الصباح الباكر وعلى عادة المستشفيات في ديارنا ، دخلت ممرضة صبية تحمل صينية الطعام لوالدتي التسعينية، نظرت الى المحتوى لأجده قطعة جبنة بيضاء ، لبخة لبنة مع قليل من الزيت ، رغيف من الخبز الكماج وشرائح من البندورة والخيار وكوب من الشاي.
نظرت الى وجه أمي التي لا تطمح الا بالخروج من المستشفى وليس التعليق على وجبة الإفطار، لم تبد أي تعليق بل عدلت جلستها لتنتهي من قصة الفطور وتتناول دوائها فأكلت قليل من اللبنة وجزء من قطعة الجبن ولم تقرب شرائح الخيار والبندورة ولا حتى الخبز .
في اليوم التالي قلت لن أعرضها لنفس إفطار الأمس ،اتصلت بقسم التغذية طالبة الكورن فليكس( رقائق الذرة) والحليب بالإضافة الى البيض المسلوق ، العسل ، الزبدة والمربى وخبز التوست. ردت الموظفة بكل أدب وقالت لحظات ونرسل لك ما تريدين. وفي هذه الأثناء طرق الباب ودخلت الممرضة تحمل نفس محتويات إفطار الأمس، ابتسمت وقلت لها لا لا نريد هذا لأنني طلبت لها إفطار آخر.
وجلست أنتظر وأنتظر وإذا بممرض يدخل حاملا بيدية كوب من الحليب وآخر مليء بالكورن فليكس ( رقائق الذرة) وطبق يحتوي على مكعبات الزبدة والمربى والعسل يكاد يتساقط من بين يديه.
نظرت إليه وقلت ما هذا ؟؟ هكذا يقدم الإفطارهنا بلا صينية ؟؟؟، اعتذر قائلا أكيد لا ، لكن هذه الأشياء وجدتها على الكاونتر وعليها رقم غرفتكم!!
أخذها وذهب واتصلت بدوري بقسم التغذية مرة أخرى أسأل ماذا حل بالفطور وما هذا الأسلوب  بإرسال الحليب ورقائق الذرة بلا صينية؟؟ وإذا بالموظفة تقول أرجو أن تعذرينا البيضة التي سلقناها لم تكن جيدة وسنسلق بيضة أخرى لذلك سيكون هناك تأخير .
جلست أنتظر وأنتظر وإذا بالممرض قادم يحمل صينية عليها نفس أكواب الحليب والكورن فليكس وطبق مكعبات الزبدة والعسل والمربى وظهرت البيضة المسلوقة في الأفق متربعة الى جانب أترابها.
خلطت الحليب بالكورن فليكس(رقائق الذرة)  ووضعت العسل فوقه وفتحت الكيس لأخرج الملعقة لنبدأ الإفطار المنتظر لأجد أن الكيس يحتوي على شوكة وسكين فقط!!
في هذه اللحظة كدت أنفجر فأنا أنتظر منذ أكثر من الساعة وفي كل لحظة تستعد والدتي للأكل تظهر مشكلة تعطلها.
اتصلت مرة أخرى بقسم التغذية سائلة الموظفة هل يمكن أكل الحليب و رقائق الذرة بالشوكة والسكين أجابت بسرعة لا لا أكيد يبدو أنه نسي أخذ الملعقة سنرسلها حالا
خرجت الى الممر لأجد أحد موظفي الإدارة في الممر وأنا ممسكة بالشوكة والسكين وسردت عليه ملحمة إفطار أمي فقال يجب تقديم شكوى خطية
بعد لحظات ظهر ممرض بالأفق يحمل الملعقة متجها نحوي ، أخذتها وركضت الى الغرفة أكلت والدتي عدة لقم وقالت خلاص لا أريد لقد برد الحليب ولم أعد جائعة ،، نظرت الى البيضة وقلت لها عليك بالبيضة فقالت خلاص خلاص لا أريد
وهكذا أمضيت حوالى الساعة وأنا أقارع بفطور أمي ولم تأكل منه الا القليل القليل ،،
(لقد وجدت هذه الصورة في أحد المواقع واستعرتها )


No comments:

Post a Comment