Tuesday, June 5, 2012

أمي والماتينيه : جاكيت النوم



أمي والماتينيه ( جاكيت النوم)

تسميه أمي الماتينيه ، ولا تستغني عنه في حلها وترحالها ، ولما شاءت الأقدار أن تقضي ثلاثة أسابيع متفرقة في المستشفى خلال الشهر الماضي كان الماتينيه من أهم القطع التي كنا نحرص على تواجده ضمن الملابس التي ترافقنا الى المستشفى  وكذلك عندما نترك المستشفى ونعود للبيت.
لكن في الزيارة الأخيرة للمستشفى وخلال إجراء الفحوصات الضرورية لها في قسم الطواريء لحين إيجاد غرفة لها  وخلال انتقالها من قسم الأشعة الى قسم المختبرواضطرارها الى خلع ملابسها خلال فحص الأشعة يبدوأن الممرضة التي كانت تشرف على خلع ملابسها نسيت أنها كانت ترتدي  الماتينيه  وأعادتها الى قسم الأنتظاردونه ولم تنتبه أمي لذلك.
 وبسبب  الإكتظاظ الشديد وغير المسبوق في مستشفيات الأردن أضطر طبيبها الى نقلها الى مستشفى آخر . وصلت أمي وشقيقي وشقيقتاي الى المستشفى الآخر وبدأوا بفتح حقيبة أمي الخاصة بالمستشفى والتى تحتوي كل ما تحتاج اليه وإذا بها تصيح قائلة أين الماتينيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أخرجت شقيقتاي كل الأغراض من الحقيبة وفتحوا خزانة المستشفى ونزل شقيقي للسيارة ظانا أنه ربما كان قد وقع خلف أحد المقاعد ،، لكن لا سبيل الماتينيه ضاع !!!
نسيت أمي وجعها وقالت كيف لي أن أنام بلا الماتينيه ؟؟؟ لم يفارقني طوال السنوات الماضية ورافقني في كل العمليات الجراحية التي أجريتها وبدأت تعدد عملياتها وشقيقاتي تحاولان تهدئتها وطمأنتها بأنهما ستبذلان كل الجهد لإيجاده. واسودت الدنيا بعيون أمي وزادت  قائلة:  الماتينيه الأزرق لا أستطيع النوم دونه خاصة خارج المنزل.
عاد شقيقي من مصف السيارات قائلا لا وجود له بالسيارة ربما بقي في قسم الطواريء بالمستشفى الآخر. لنذهب الى هناك ونبحث عنه وفعلا ذهب مع شقيقتي الى المستشفى الآخر لعلهم يجدوه.
وفي هذه الأثناء وصلت الى المستشفى لأجد الفوضى تعم الغرفة ، أغراض أمي مبعثرة وشقيقتي شعرها منكوش وأمي وجهها أحمر وعرقها يسكب ولما عرفت المشكل حزنت جدا على الماتينيه الأزرق وفكرت أنه لا يمكن ان تسير حياة أمي دونه.
قلت لهم ما عليكم سأكلم إحدى الممرضات هناك وأطلب مساعدتها وفعلا طلبت سندس وهي من أرق الممرضات اللواتي ساعدن أمي خلال إقامتها الأولى وسألتها رأسا : سندس مرحبة أين أنت الآن؟؟؟
أهلا أهلا أجابت في طريقي من السكن الى المستشفى
عظيم عظيم الله يخليك يا سندس ساعدينا لقد نسيت أمي الجاكيت الأزرق الذي ترتديه فوق قميص النوم وهو أعز عليها من كل ملابسها إذ ربما كان من جهازعرسها لذلك لا يمكنها العيش دونه
من عيوني أجابت سأتوجه رأسا الى قسم الطواريء وسأبحث بنفسي عنه لقد تذكرته
وبعد عدة دقائق تكلمت شقيقتي من المستشفى تقول لقد وجدناه في طريقة الى غرفة الغسيل حيث كان بين الحرامات والشراشف ولقد عملت الممرضات في الطواريء كل جهدهن للبحث عنه .
فاتصلت بسندس قائلة خلاص يا سندس لقد وجدته شقيقتي شكرا لك.
وبعد أقل من ساعة عاد شقيقي وشقيقتي وهما يحملان الماتينيه بكل الحرص الذي في الدنيا وابتسمت أمي ابتسامة لا تنسى وهي تنظر الى رفيق دربها ثم عادت تشكو من وجعها .
  

No comments:

Post a Comment