Thursday, February 23, 2012

حمى فتة الحمص واكتظاظ المطبخ بالطباخين



حمى فتة الحمص واكتظاظ المطبخ بالطباخين


قررت أن تكون فتة الحمص أحد أطباق غذاء اليوم التالي ، سألت أختي الفنانة عن نقع الحمص وهل ما زالت تضع كربونات الصوديوم مع الماء ، فرفعت ظهرها وقالت: " لا لا أنا أضع ماء فقط واسلقه لمدة ساعة في اليوم التالي،، أنت لا تعرفين مضار هذه المواد الكيماوية في المستقبل  "
سكت وفكرت بسري أي مستقبل ؟؟ هذه المواد أسمع من زمن جدتي أنها تضعها لنقع الحمص ، لا أدري لماذا لم أسأل الوالدة وهي حجة بالطبخ ، ربما لأنني كنت أريد مفاجأتها بالحمص مسلوق و مطحون صباح اليوم التالي من جهة ، ومن جهة أخرى لأنها أصبحت لا تحب العمل الكثير في المطبخ وأنها كانت ستقول لي " بلاش حمص وممص "
المهم أنني تتبعت نصيحة أختي إلا أنني وضعت الحمص لمدة 45 دقيقة في طنجرة الضغط ، ولما رأته فاطمة قالت : إنه بحاجة لسلق أكثر لكنني تجاهلت ملاحظتها خاصة وأنني تذوقته ورأيت أنه ناضج
إلا أن فاطمة كان معها حق،  إذ عندما وضعت أول كمية من الحمص في محضرة الطعام شعرت أنه لا ينطحن بسهولة ، حاولت مرة ثانية فتجمدت المحضرة ولم تعد تدور لا يمين ولا يسار ، وإذا بوالدتي تدخل المطبخ وتشاهد حيرتي ،  رأسا  شمرت عن أكماها وأخذت دفة القيادة، لكن  المحضرة  تجمدت مرة أخرى. " ما بها لقد تم تصليحها الأسبوع الماضي صاحت الوالدة " ،، نظرت فاطمة وفنجرت عيونها قائلة : "خخرببانه خخرببانه" ( هكذا بالتشديد على حرفي الخاء والباء ) وردت والدتي قائلة: "خلص إشتروا غيرها انها عندنا مذ كنا في البيت القديم أي قبل  1978." (أخذت الحمص وأعدته الى طنجرة الضغط وتركته لمدة 20  دقيقة أخرى).

عدنا للمطبخ بعد أن نضج الحمص تماما ونظرت الوالدة الى  مقلاة البصل حيث تقلي سونا البصل لعمل الخبيزة بينما أخذت غطاء المحضرة في يدها قائلة : " البصل لا يكفي ، ومحروق إرميه واعملي غيره "
آخذت غطاء المحضرة من يدها وقلت لها أننا نحب البصل محروقا لنكمل الطحن الآن ولنترك سونا مع الخبيزة وفي نفس الوقت رأيت أن ملاحظة الوالدة بأن البصل قليل صحيحة فطلبت من سونا أن تذبح بصلتين وتقليهم وتضيفهم للخبيزة.
  عدنا لمحضرة الطعام  عانقتها الوالدة بكل حنان متوهمة أن الحب والحنان لأدواتها التي لم تكن تسمح لأحد أن يلمسها سيجعلها تعمل بكل انسيابية كما كانت تعمل طوال السنين الماضية ، إلا أن العملية تعسرت تدور قليلا ثم تقف تدور ثم تقف الى أن أنهينا عملية الطحن.  فجأة نظرت الوالدة إلى شقيقتي قائلة : " أين الليمون والطحينة ؟؟أين الثوم ؟؟" يجب أن تكون كل المكونات جاهزة حتى نخلطها " أركض أنا الى الليمون وأبدا بالعصر ثم أضع الخبز في الفرن ليتحمر وتحوم فاطمة حولنا مرددة نفس العبارة :" خخرببانة ،، خخرببانة "
أخذت أختي الحمص المطحون من والدتي وخلطته مع الطحينية والليمون. وفجأة تذكرت السمك وصحت أين السمك؟؟  يجب أن نقليه الآن حتى يجهز بنفس الوقت مع الفتة والخبيزة. أخرجته من الثلاجة ووضعت البهارات و الطحين عليه وبدأت بالقلي و فاطمة تردد " خخرببانة ،، خخرببانة "
جهزت سونا الخبيزة وصاحت والدتي هل الصنوبر واللوز جاهزين للفتة ؟؟ ركضت سونا الى الثلاجة وأخرجت الجوز وبدأت بغسله ، وصاحت الوالدة قائلة الصنوبر وليس الجوز ، لكن سونا ظلت مستمرة في تقطيع الجوز قائلة بكل هدوء  "الجوز للخبيزة".
فتحت الثلاجة بحثا عن الصنوبر واللوز ولحسن الحظ وجدت كمية كافية مقلية وجاهزة ، ثم أخرجت الخبز من الفرن وقطعته ووضعته في قاع الصينية وهنا تذكرت فاطمة أننا لم نسخن الحمص الذي تركناه دون طحن مع قليل من ماء السلق لنضعه فوق الخبز ، فتركت تقطيع الخبز لأختي ووضعت الحمص على النار.
قامت والدتي بوضع الحمص الحب وقليل من ماء السلق فوق الخبز ثم أضافت كمية من الحمص المطحون وزينت الصينية بالحمص والبقدونس ، ثم نظرت باتجاهي وقالت أين السمنة ؟؟ قفزت ووضعت السمنة على النار وخلطتها بالمكسرات وناولتها الخليط وسكبته فوق الحمص مع قليل من اللبن والفلفل الأحمر المطحون وكانت أكلة لا تنسى.
 خلاصة القصة : أننا كنا خمسة في المطبخ ، وعلى القاريء ان يكتشف من قام بمعظم  الشغل ؟؟؟؟

No comments:

Post a Comment