Tuesday, February 28, 2012

نشافة الملابس ومعضلة كراسي المطبخ





نشافة الملابس ومعضلة كراسي المطبخ

يبدو العنوان غير مترابط ، فما هي القصة ؟؟ بدأت الحكاية بإصرار الوالدة على شراء نشافة للملابس لأنها لا تريد "من هون وطالع " نشر الغسيل بالهواء الطلق !! حاولنا أن نشرح لها بأننا في الأردن محظوظين لأن الشمس لا تغيب أكثر من أيام معدودة خلال العام ، لكنها عندما تسيطر عليها فكرة يجب علينا تنفيذها.
تنقلنا أنا وشقيقتي بين معظم المحلات التي تبيع النشافات وسألنا بعض الأصدقاء والكل نصحنا بنوع معين ركضنا الى المحل بعينه وابتعناها وكانت في اليوم التالي في غرفة الغسيل وتشاء الصدف أن يكون هذا اليوم هو اليوم الذي أعلن به زيادة التعرفة على فاتورة الكهرباء.
المهم أن الوضع في غرفة الغسيل أصبح بحاجة الى إعادة ترتيب ، وبحثنا عن نجار ليقوم بإعداد أرفف صغيرة لوضع مساحيق الغسيل عليها ، وفعلا جاء النحار وصممت له شقيقتي الأرفف وأحضرهم خلال يومين وكانوا غاية في الأناقة.
أعجبنا بالنجار وبحثنا عن كل ما هو بحاجة للتصليح من أرفف للكتب الى طاولة ماكينة الخياطة الخاصة بالوالدة ،ونجح نجاحا باهرا بإصلاح أرفف الكتب الي كنا نظن أنها لن تصلح إطلاقا لتحمل المزيد من الكتب ، ولما سألناه عن طاولة الماكينة قال إنها بحاجة لمزيد من العمل سأحضرها في المرة القادمة.
ارتفع حماس شقيقتي وقررت أن تعطيه كراسي المطبخ ليعيد تنجيدهم ، أخذ الكراسي وقال سأحضرهم خلال أسبوع وانتظرنا أسبوعا ثم عشرة أيام وأخيرا جاء النجار!!!!
فتحت له باب المطبخ وأدخل الكراسي ، نظرت الى لون الجلد الجديد "وانغم قلبي" شعر النجار بعدم ارتياحي وقال لقد بحثت في كل البلد ولم أجد أقرب من هذا اللون !! نعم نعم قلت ولكن هل أنت متأكد بأنه جلد ، حيث يبدو كالقماش ؟؟ أجاب لا لا إنه جلد . لمست الجلد وجدت ان سطحه ليس أملسا كالسابق اقتربت أكثر لأرى عليه رسومات بارزة ومن لون مختلف لكنها صغيرة جدا. سكت ولم أعبر عن استيائي من الإختيار السيء لنوع الجلد حتى أرى انطباعات بقية أفراد الأسرة.
دخلت شقيقتي المطبخ ونظرت الى الكراسي واكفهر وجهها وسألته بكل أدب: ألم تجد مثل الجلد السابق ؟؟؟ أجاب لا والله بحثت في كل البلد ولم أجد وهذه النوعية جيدة ومناسبة ،، زمت شفتيها وقالت : في الحقيقة لم تعجبني
أجاب إذن انا على استعداد لتغييرهم سأتركهم الآن واتصلي بي إن قررت تغييراللون
أما الوالدة فصاحت وناحت على الجلد القديم وعلى اللون البديع الذي كانوا عليه ، ورفضت أن تجلس عليهم الا بعد وضع وسادة فوق الجلد الجديد مصرة أنه إذا لامس الجلد الجديد ملابسها فستتسخ.
كلمته شقيقتي ليأتي لأخذ الكراسي لتغيير الجلد ونحن في انتظاره والوالدة تقول ليعيدهم كما كانوا نحن لا نريد هذا الجلد !!!
أما أنا فقلت لهم " خلاص إنسوا الموضوع شو مطبخنا في قصر يلدز ، سنعتاد عليهم " لكن الوالدة مصرة على خلع الجلد وتبديله.
إذن فهمنا علاقة نشافة الملابس بكراسي المطبخ فلولا النشافة لما رأينا النجار ولما تحولت الكراسي الى معضلة عويصة. وعلى فكرة طاولة ماكينة الخياطة صلحها بطريقة بدائية جدا وترحمنا على وضعها السابق.


ملاحظة 1: استعملنا نشافة الملابس مرة واحدة فقط وأصبحت الآن تحفة فنية في غرفة الغسيل حتى تنخفض تعرفة الكهرباء.
ملاحظة 2 : الصورة الأولى للكرسي الجديد والثانية الكرسي القديم مع الكرسي الجديد ؛ حيث لحسن الحظ لم نعطه هذا الكرسي وهكذا سيظل تذكارا من الزمن الجميل 

No comments:

Post a Comment