Thursday, March 31, 2016

السيرة النبوية






السيرة النبوية – 10 –

سوف أتوقف قليلا عند سورة (عبس) كنت دائما أقرأ انها نزلت لأن سيدنا محمد عبس بشخص أعمي، وسوف أشرح السبب هنا : يقول هيكل (1 ) إن محمد كان يقف مع الوليد بن مغيرة وهو من سادة قريش وكان محمد يطمع في إسلامه فمر إبن مكتوم الأعمى وجعل يستقرئه القرآن وألح في ذلك وشغله عن الوليد لذلك تولى عنه وانصرف عابسا. ولكن محمد ندم فيما بعد وحاسب نفسه حتى نزل الوحي بهذه الآيات (2):
"عبس وتولى، أن جاءه الأعمى ، وما يدريك لعله يزكي، أو يذكر فتنفعه الذكرى، أما من استغنى، فأنت له تصدى، وما عليك ألا يزكى، وأما من جاءك يسعى، وهو يخشى، فأنت عنه تلهى، كلا إنها تذكرة، فمن شاء ذكره. في صحف مكرمة . مرفوعة مطهرة, بأيدي سفرة . كرام بررة"

ولا بأس أن أورد ما جاء في تيسير التفسير(3)  حول عتاب الله عز وجل نبيه الكريم بالآية:  " وما يدريك لعله يزكى، أو يذكر فتنفعه الذكرى"
ما يدريك يا محمد لعل هذا الأعمى يتطهر بما يسمعه منك، وما يتلقاه من العلم والمعرفة، أو يتذكر بها ويتعظ فتنفعه الذكرى.
"أما من استغنى، فأنت له تصدى، وما عليك ألا يزكى"

يفسر هذه الآية بقوله: أما من استغنى عن الله بماله وقوته، فأنت تقبل عليه حرصا على إسلامه، وتهتم بتبليغه دعوتك، ولا حرج عليك أن لا يتطهر من الشرك والوثنية، ولست مطالب بهدايته. هؤلاء الزعماء الذين ترك النبي الأعمى من أجلهم ألهتهم الحياة الدنيا، لذلك لا ينبغي الإنصراف اليهم والتصدي لهم لمجرد الطمع في إسلامهم حتى يتبعه غيرهم . ويزيد : بأن قوة الإنسان في حياة قلبه وذكاء لبه، والإذعان للحق إذا ظهر، أما المال والعصبة والنسب والأعوان والمراكز والتيجان- فهي كلها عوار تغدو وترتحل، ولا يدوم إلا العمل الصالح.
لقد توقفت كثيرا  عند تفسير هذه الآية :"وما عليك ألا يزكى" إذا كان الله عز وجل يقول لنبيه الأمين : لا حرج عليك أن لا يتطهر ، فكيف بهؤلاء الذين يقتلون بإسم الإسلام -الذي لا يعرفون عنه شيئا- الأبرياء من سكان هذه الأرض فقط لأنهم لا يتبعون تعاليمهم.
ويقول القطان ان النبي جعل كلما رأى عبدالله بن مكتوم يقبل عليه ويقول: "أهلا بمن عاتبني فيه ربي ، ويسأله هل لك حاجة."
نتابع في الأسبوع القادم ان شاء الله ,,,,,
(1)   محمد حسين هيكل ، حياة محمد ص 173
(2)   سورة عبس ، الآيات من 1 – 16
(3)   إبراهيم القطان، تيسير التفسير. الجزء الثالث ص 529

No comments:

Post a Comment