Sunday, January 8, 2012

كثرة الطباخين تحرق الطبخة


كثرة الطباخين تحرق الطبخة


أصبحت حياتنا في الآونة الأخيرة تتمحور حول الطبخ فقط ، ليلة الأمس تشاورت مع أمي حول طبخة اليوم ووافقت على المقلوبة ، لأنني قلت لها فاطمة (جاي على بالها مقلوبة) .المعروف ان المقلوبة أكلة فاطمة المفضلة لذلك إن اشتهيتها أنا أو أختي نقول لأمي إن فاطمة (جاي على بالها مقلوبة)
وفي نفس الوقت وبما ان المطبخ عايم عايم قررت تحضير مرق الدجاج لأنني أضعها في علب في المجمد وكلما أردنا عمل الشوربة نستعمل المرق الطبيعي ولا نستعمل أبدا تلك المواد المكعبة الموجوة بالأسواق.

مع ان اهتمام أمي بالطبخ  تراجع في الفترة الأخيرة خاصة بعد وقعتها الأخيرة إلى أنني رأيتها تجر حالها الى المطبخ مستغنية عن الوكر(   Walker ) ، وتظاهرت بأنني لم  أرها عندما خطفت السكين من يد (سونا ) وبدأت بتقسيم الزهرة . ثم أحضرت سونا الباذنجان وبدأت بتقطيعة ، لكن أمي كانت لها بالمرصاد.
على الرغم من أني وثقت معظم وصفات أمي وبالأخص طريقة عمل المقلوبة إلا أنني أحاول دائما أن أجعلها تشعر أننا ما زلنا بحاجة لتعليماتها، لا سيما وأنها تغير من حين لآخر طرق الطبخ.
وبما أنها معي في المطبخ سألتها  هل نقلي اللحم قبل السلق أو نفور عنه ؟؟ فأجابت لا.. لا... إقليه ثم اسلقيه  وهكذا كان.  قلينا اللحم وأضفنا المطيبات التالية لسلق اللحم حب الهال ، حب القرنفل ، حب الفلفل الأسود ، الجزرة ، البصلة وورق الغار ، نضج اللحم بعد نصف ساعة ، وأخذت على عاتقي تحضير البهارات المكونة من العصفر على الأرز ، وجوزة الطيب ، الجنزبيل ، القرفة ، الكمون ، الملح والفلفل لمرق اللحم قبل وضعه فوق الأرز.
في هذه الأثناء كان الدجاج على النار من أجل المرق ولا علاقة له بطبخة اليوم مع نفس المطيبات التي وضعناها الى اللحم لكن بإضافة الكرفس.

ودون أن انتبه تسللت  فاطمة الى المطبخ وأصبحنا أربعة أشخاص ، كل واحدة منا تظن أنها الطباخة الرئيسية ، خاصة وأن فاطمة تعتبر المقلوبة هي الأكلة الفلسطينية التى من إختصاصها. وبدأت تحوم حول الأرز الذي لم نكن قد نقعناه ، وإذا بأختي الفنانة تأتي تنظر الى الأرز وتقول إنقعوه بالماء الحار هكذا صرت أعمله الآن.
وافقت أمي وقالت لها من علمك هذه الطريقة ؟؟  فضحكت أختي وقالت أنا اخترعتها. المهم أننا أصبحنا خمسة الآن في المطبخ.

أتمت سونا قلي الزهرة والباذنجان بكل هدوء،  وتم نقع الأرز ثم غسله وتصفيته  ووضعت عليه العصفر وانتهينا من  تصفية مرق اللحم وإضافة البهارات إليه وأخذت والدتي موضعها في وسط مائدة المطبخ إستعدادا لتطبيق المقلوبة وبذلك أثبتت أنها الطباخة الرئيسية.
أين البندورة تسائلت ، ركضت الى الثلاجة وأحضرتها وبدأت في تقسيمها لتضعها في قاع الطنجرة ثم نثرت كمية من الأرز فوق البندورة ثم رتبت اللحم بطريقة فنية وفوقه الزهرة ثم الباذنجان ووضعت الأرز ومرق اللحم ورفعنا الطنجرة الى النار.

نظرت فاطمة حولها ووجدت أن الطبخة صارت على النار، ولم تسنح لها أية فرصة للتدخل بالطبخة الرئيسية ،  ثم وقع نظرها على طنجرة مرق الدجاج فاتجهت نحوها ورفعتها عن الموقد  وأحضرت العلب الخاصة بالمرق متجاهلة وجودي تماما وبدأت بتفريغ قطع الدجاج ثم تصفية المرق من المطيبات الصلبة وسكب المرق بالعلب. وخرجت للحظات من المطبخ لأسمع صياح أمي .. ما هذا لقد اندلقت المرقة على الأرض ...
ركضت مسرعة الى المطبخ لأري أمي تحسس ملابسها خوفا من "طرطشتها" بالمرق المندلق .. ماذا جري ؟؟ بدأت أتسائل . لم أتلق اي إجابة فلا أحد استطاع ان يشرح كيف وقع الحادث .. المهم أننا استطعنا إنقاذ بقية المرق.
نظرت الى الطنجرة على النار ووجدت أهم نسوا وضع الصحن الحديدي تحتها فركضت ورفعت الطنجرة وتم وضعه تحتها.  ولما قلبناها هكذا بدى سطحها وصدق المثل القائل
"كثرة الطباخين تحرق الطبخة "
لكننا استمتعنا بأكلها وبطعم الأرز المحمص !!!!!!



No comments:

Post a Comment