Thursday, January 12, 2012

الثلجة قادمة إستعدوا



الثلجة قادمة إستعدوا

لا أعرف لماذا يرتبط الثلج عندنا بالخبز ، ربما لأنه في الماضي لم يكن في البلد غير مخبز أو إثنين ونحن ورثنا الخوف من نفاذ الخبز . أول إشارة كانت من فاطمة دون كلام ، فتحت باب الثلاجة وأشارت إلى أن قسم الخبز شبه فارغ ( والحدق يفهم) . ودون كلام أفهمتها أن لا تخاف !!!!

في الحقيقة خفت على خوفها بعد أن اسودت الغيوم واشتد الهواء وقررت الخروج في الثانية عشرة ظهرا  لتأمين الخبز وبعض المواد الأخرى. في اللحظة التي أخرجت سيارتي من الكراج بدأت الأمطار بالهطول وصلت أول متجر أخذت ما أحتاجه من اللبن والحليب إذ حاولت التفكير بسرعة ماذا سنطبخ فرأيت اللبن الطازج وقلت الكوسا باللبن تيمنا بالثلج.

خرجت من المتجر الى المخبز ، حاولت جاهدة ركن سيارتي في مكان قريب ، لكن لم أجد فاضطررت أن أركنها مقابل أحد المطاعم السريعة . واتجهت للمخبز وأخذت الكعك والخبز الأرمني وخبز الحمام والى السيارة لأجد أحدهم قد ركن سيارته خلفي بشكل لا يمكن  أن أخرج سيارتي. حاولت أن أكون حضارية وانتظر ، لكن الساعة جاوزت الواحدة والنصف واقترب  موعد الغذاء ، فوضعت يدي على بوق السيارة  ولا من مجيب. بصراحة "طلعت عصبيتي " ليس لأنني في عجلة من أمري ، لكن بسبب اللامبالاة التي يمارسها الناس ضد بعضهم البعض ، لا إحترام للقوانين ولا لمصالح الناس الآخرين ، كل واحد يعتقد أن الأولوية له ولمصالحة وكأنه يردد الإعلان المشهور في تلفزيون المستقبل " شو هي وقفت علي !!"

جاء أخيرا شاب مؤدب نظرإلي واعتذروهو يحمل وجبة من الوجبات السريعة  وقال أرجو أن لا أكون قد أخرتك ؟؟ قلت له هل يجوز أن تعطل مصالح الناس هكذا ؟؟ ماذا كنت ستفعل لو كنت أنا التي عطلتك ؟؟ وبكل أدب أعتذر مرة ثانية وأنا ما زلت غاضبة ورجعت الى السيارة وإذا بالتلفون ,, أجبت وإذا بها سونا تقول أحضري ذلك الشيء الأحمر الذي تأكلوه مع السبانخ !!! الفجل قلت لها ؟؟ قالت نعم نعم .

في طريق العودة الى البيت تذكرت اللبن المهضم أيضا وفي طريقي الى المتجر المصغر عن أحد المتاجر الكبيرة تذكرت أيضا أنني يجب أن أمر على البريد لتسديد اشتراك صندوق البريد . والأمطار اشتدت وأنا أنزل من متجر الى آخرونظرت الى شعري في مرآة السيارة لأراه يقطر ماءا . أتممت معاملة البريد وتوجهت الى المتجر المصغر أخذت اللبن ثم رأيت زجاجات الزيت النباتي فكرت  إذا نزلت الثلوج ماذا سنشتهي ؟؟ العوامة ,, أخذت الزيت واتجهت للسيارة للعودة للبيت.
العوامة،، ماذا لو الطحين الموجود عندنا غير كاف ؟؟ أغلقت السيارة عدت للمتجر أخذت كيسا من الطحين وقلت فليذهب الفجل الى الجحيم لن أذهب الى أي متجر آخر.

عدت للبيت قبل أن أصل بعشرة أمتار سمعت صفير السيارة ،، البنزبن ،، السيارة بحاجة الى بنزين ، والمبدأ الذي أسير عليه : عدم ترك السيارة فارغة ربما احتجت الى مشوار مفاجيء...
حولت مساري واتجهت الى محطة البترول وملأت سيارتي عدت الى البيت لأجد أمي وأختي بانتظاري ، وعين فاطمة ترقص على أكوام الخبز التي أمنت لها ملاذا آمنا خلال الثلجة المرتقبة.
في الواحدة صباحا دخلت الفراش ثم تذكرت انني يجب أن أشحن بطارية الكاميرا حتى تكون صور الثلج واضحة، نهضت مسرعة ووضعت البطارية بالشحن وأنا أحلم بالزائر الأبيض.....

1 comment:

  1. يعني ريم المعاناة بسبب الثبج اصبحت جزء من تراثنا :)

    ReplyDelete